أحيانا تشعر بأنك في دوامة من الحيرة،و تحاول أن تبحث عن شيء فقط يلبي احتياجاتك ،ثم تجد نفسك تدخل في أعماق التفكير وبالتفاصيل وتتجاذبك الأسئلة لتقضي ليلك ساهرًا، تبحث في هذا الظلام والصمت والهدوء عن أجوبة ثم لاتشعر إلا ويداهمك ضوء الصباح مفترسًا هواجيسك ، حيث تشعر بأنك تسير في طريق طويل وبركض مستمر لحد الإجهاد ،برغم أنك لم تفعل أي شيء،ولكنه ضجيجك الذي تحمله بداخلك يحاول أن يضيق عليك مساحة صبرك بتفكيرك الذي يجهدك،فتصبح الهمسات من حولك صياحاً و ضوضاء، تبحث عن أشياء مجنونة لتفعلها، ولكنك في الواقع أنت مقيدُ بما يكفي للتراجع، ثم تشعر بأنك تدور في مساحة كبيرة وترجع في حلقة تتسع أكثر كلما ازدادت خطواتك ، ولكن لا بأس ستشعر بعد ذلك بأنك في طريق طويل جزء منه أخضر وجميل، و الجزء الآخر بري قاحل ومظلم و موحش ، فمهما شعرت في طرق الحياة فتعوذ من وعثاء السفر وكآبة المنظر وسوء المنقلب في المال والأهل والولد،وتوكل على الله وأصبر وواصل السير، وثق بان ماعند الله أجمل وسترى أنه تكونت لديك ألوان جميلة بمشاعرك الخاصة في هذه الرحلة، تعبر عن إيمانك وتعلمك وسعادتك و حزنك وأملك وتفاؤلك وألمك أو حبك أو بشغفك في هواية أنت تحبها ، هي ألوان وأنت من يختارها في بعض الأحيان ، أو تشعر بها أحيانًا أخرى دون اختيار، فتش عن ألوانك الفاتحه والمشرقة من الإيمان بالله والأمل والتفاؤل والتأمل وحب الخير للناس وأمزجها معاً، وأرسم بها شخصيتك التي تميزك عن الآخرين ، لتكون لك لوحة جميلة تعبر بها عنك بحيث كل من يراها من الناس يتمنى أن تكون لديه لوحة جميلة مثل لوحتك،وتفاوت الألوان مابين داكن وفاتح كما الحياة في حلوها ومرها،يعطي جمالاً أخاذاً.
سلمان محمد البحيري
شاهد أيضاً
حكاية باب!
لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة لتحديد ملامحي النهائية. كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …