الضباب يمشي سريعاً مثل العمر ولكنك لا ترى من خلاله شيئاً، وبرغم ذلك تستمر في المسير لأنه عليك الوصول ولاتستطيع الوقوف أو الانتظار،والوقت يمشي ولا يتوقف والعمـر يجري، وتستمـر في المسير فيذهب الضباب تارة وتارة يعود وتارة يكون منخفضاً وتارة أخرى يكون مرتفعاً،وأيضاً تستمـر في المسير، لأنك لا تستطيع الوقوف في الطريق لأن عليك الوصول ،حتى ينفك وينجلي ،فالضباب مثل بعض مصاعب الحياة ومشاكلها حيث تشعر بأن كل شيء قد انغلق أمامك من فوق ومن الأمام والخلف وعن يمينك ويسارك ولا تستطيع رؤية شيء، فينفذ هذا الضباب إلى داخلك،و يتسرب الى تفكيرك ويشل بعضـه وتضيع خطواتك ،وتضيع حتى كلماتك مع الآخرين وأقرب الناس لك، بل يضيع كل شيء ويتغير عليك كل شيء ،وتبدأ بالتفكير بهدوء وعمق وتغوص في الأعماق،وتتأمل رويداً ورويداً ،ثم تلجأ لله ملك الملوك وتشكو له همك وحزنك، ثم تشعربأن هذا الضباب قد بدأ يذهب وينقشع رويداً رويداً، لأن الله قد رزقك بالبصيرة لأن الليل ينجلي مهما طال ويعلن الفجر بزوغ نوره وتشرق الشمس وتتفتح لك مسالك الحياة بالإيمان بالله وحسن التوكل عليه،وتعود لروحك الآمال والأماني ،لذلك فالحياة طريق لا يقبل التراجع حتى وإن داهمنا الضباب في حياتنا فلابد من المسير في طريقها والتقدم والتوكل على الله ،صحيح أننا قد نتعثر ولكن نقوم ثم نتعثر ثم نقوم حتى نصل وهذه هي حياتنا.
سلمان محمد البحيري