أفتقدكِ أكثر في البرد

حينما اشتد البرد مع نزول المطر كنت من خلف  الزجاج وبخار أنفاسي على سطح النافذة وصوت قطرات المطر تطرق بقوة على نافذتي،وشفتاي اللتان ترتعدان وتشكوان من قسوة الشتاء،كأنهما يبحثان عن الدفْ ويداي اللتان وضعتهما في جيوبي،ثم بحثت عن ما يوقد الحروف لأتذكرك،و شعرت بمشاعر عميقة مابين حنايا أضلاعي لكِ،وأخذت أنظر لتساقط قطرات المطر وحبات البرد التي بدأت تمحو الطريق، فتذكرت أيامنا سوياً حينما كان القدر يجمعنا وكنا نمشي تحت المطر وكان أجمل واقع،والآن يحضر طيفكِ بعد رحيلكِ مع الخيال في واقعي، وبعد أن تذكرت ذلك وجدت جسمي يرتعش، لا أدري هل هو من البرد أو خوفاً أو شوقاً لست أدري وبعد أن سكبت لي شاياً في كوبي رحلت بلحظات مع أفكاري، ثم قد وضعت كوبي بجانبي،و ضممته براحة يداي بشدة وكأنه يعطيني من حرارة حنانكِ وحبكِ لي ثم أخذت معطفي ووضعته على جسدي البردان الذي افتقد الدفء من بعدكِ، ثم أغمضت عيناي لأتخيلكِ و شربت من كأسي قليلاً طامعاً بدفئه،وسقطت دموعي بعد أن آلمها السهد و طول افتقادكِ وجدت نفسي أنطق بحروف اسمكِ،وأقول هل تشعرين “قد اشتقت إليكِ ”.

سلمان محمد البحيري

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …

اترك تعليقاً