ماذا بعد مذابح حلب ؟!

إن ماقام به المجرم بشار والمليشيات الإرهابية المتحالفة معه من الحرس الثوري وداعش والحشد الشعبي وحزب اللات بالإضافة للروس من مجازر للمدنيين بحجة الحرب على الإرهاب، لم يسلم منها حتى الأطفال والنساء والشيوخ ،وليس لهم ذنب سوى أنهم عرب سنه ، فما قام به الطاغية ليس بغريب، فسبق إن قام به الهالك والده حافظ الأسد في حماة ،حيث إستدعى الروس لحمايته وأعطى صلاحيات لشقيقه رفعت الأسد لإقامة المجازر في حماة تحت سياسة الطائفية، أما إبنه الطاغيه فقد إستعان بالإيرانيين ومليشاتهم الإرهابية لنفس السبب ،حتى يذبحوا شعبه، ثم أخيرا إستدعى الروس ليقوموا بقصف المعارضة الحره وقصف المدنيين والمستشفيات والمدارس والمساجد ولم تأتي روسيا لتحارب داعش بل داعش حليفة للنظام لأن الطاغية لا ينسحب من منطقة أو مدينة، إلا وينسحب منها ويترك بها سلاح لداعش حتى تحمي ظهره، و حتى يذبحوا المدنيين وكل هذا والمجتمع الدولي ينظر لما يحدث في العراق وسوريا والمضحك أن الطاغية يبارك للشعب السوري بتحرير حلب ،ومن يسمعه يقول ذلك يعتقد بأنه قد حررها من الإحتلال الصهيوني ، فلماذا إذن لم يحرر الجولان المحتلة؟! ، ولكن كما قالها المندوب الإسرائيلي في الأمم المتحدة ” إن اللي أستحوا ماتوا”  فالمعروف في العرف الدولي بأنك حينما تستعين بقوات أجنبية، فهو لأجل أن تحمي حدودك أو تصد عدوان أجنبي عن وطنك وتدافع به عن شعبك، ولكن تستعين بالمليشيات الإرهابية وشذاذ الآفاق لقتل شعبك وتمزيق دولتك لإحتلالها ممن دول اخرى ولأجل التغيير الديموغرافي فيها من قبل المحتل، وكل ذلك لأجل الكرسي وعدم القيام بإصلاحات إقتصادية وسياسية فهذا في قمة الجنون والطغيان، فلم يعرف التاريخ العربي حاكما قد قتل شعبه بدم بارد لأجل عدم القبول بتقاسم السلطة مابين السلطة الحاكمة والمعارضة ،وعدم القبول بإصلاحات تنعكس إيجاباً على الدولة والشعب ولقد بلغ ضحايا هذه المجازر حتى الآن إلى حوالي نصف مليون قتيل، وأكثر من ستة ملايين مشرد في هذا العالم هذا عدا الخراب والدمار حيث تم هدم مدن وتم تسويتها بالتراب ماعدا القليل،هذا وكان قد بدأت الثورة السورية سلمية بهتافات في الشوارع وأهازيج تطالب بالحرية والديمقراطية ولكن قابلها الطاغية وشبيحته بالرصاص الحي والدبابات تم على إثرها قتل أطفال المدارس المتظاهرين في الميادين بدم بارد، فثار الشباب ومن هنا تكون الجيش الحر وتحرك في تحرير مناطق كثيرة من سوريا ،وأقتربوا من العاصمة دمشق فأستعان الطاغية بحلفاءه الطائفيين فدخل الأيرانيون ومعها المليشيات الإرهابية المرتزقة العراقية والأفغانية والدواعش وحزب اللات ،من أجل حماية النظام العلوي الطائفي ثم أخذت تقيم المجازر للشعب السوري في كل المدن ،بحجة الحرب على الإرهاب لإيهام الإعلام الغربي بذلك، وأستخدم النظام في ذلك حتى الصواريخ و الكيماوي والبراميل المتفجرة، ثم أستعان أخيرا بالروس الذين جربوا أنواع الأسلحة على الشعب السوري ولم يأتوا لمحاربة الأرهاب على حد زعمهم أو فرض السلام من خلال مبادرة جنيف 1و2 و3 وإنما أخذوا يطيلون في المفاوضات حتى يتم إعطاء المزيد من الوقت للمجرم بشار لقتل المزيد من شعبة وحتى يتم الإستيلاء على المزيد من الأراضي السورية ، أما عن دور الأمم المتحدة ومجلس الأمن فقد كان سلبيا ومخزيا فالأمين العام بان كي مون فقط كان يكتفي بالتعبير عن قلقه بشان مايحدث في سوريا من تجويع ومجازر ،وهذا السيناريو الذي يحدث في حلب هو قد تكرر في مدن أخرى سورية وعراقية سنية وكل هذا يحدث أمام الراي العام العالمي والأمم المتحدة عاجزة عن تطبيق العدالة بسبب الفيتو الجائر ،ومن يعتقد بأن أيران ستتوقف بعد الموصل وحلب فهو واهم ،بل إن لديها أطماع للأستيلاء على الدول العربية ،عن طريق بث الفرقة فيما بينها وإيجاد الطائفية والخلافات بين الشعب الواحد ،ثم تتحرك بعد ذلك الخلايا النائمة ،والمليشيات التي تحارب عنها بالوكالة ، للإستيلاء على هذه الدول ،فإذا لم يكن هناك تضامن مابين الدول العربية والإسلامية وشعوبها لمواجهة الخطر الصفوي ،وإلا فإن إيران ستبتلعهم برضا ومباركة من الدول الكبرى وأولهم أمريكا وروسيا والصين.

سلمان محمد البحيري

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …