جلسة تأمل من نافذة القطار

حينما كنت في زيارة لأحد الدول، وأضطررت لركوب القطار لأجل قطع المسافات الطويلة للجهة التي أقصدها،

img_3527

جعلتني هذه الرحلة أتأمل وأكتشف الوجه الآخر لهذا الجمال ،وهذه البيئة البكر وأقول سبحان الله لأماكن لم يسبق لي زيارتها من قبل، إنها أماكن نادر وجود لمثيلاها في دول العالم إنها جنة الله في الدنيا، ولقد وجدت نفسي أشق المسافات ،ولا أشعر بالمسافة و أنا مستمتع و أتطلع من نافذة القطار إلى عوالم أخرى،

img_3303

وتشدني تلك المناظر الطبيعية والجمال الخلاب والحياة البسيطة و ذلك التداخل العجيب ما بين البيئة البكر والحضارة و مظاهر الفقر والرفاهية، والحياة البسيطة والتطور، فهذا فلاح يعمل في مزرعته ،وتلك أبقار ترعى هناك، وهناك راع غنم مع غنمه،

img_3528

img_3529

و في الجهة الأخرى مظهر لعمال السكة الحديد يكسرون الحجر لأجل فلنجات سكة القطار تحت أشعة الشمس الدافئة ،كأنهم مساجين محكوم عليهم بالأشغال الشاقة،و بعدها بمسافة  رأيت على الجانب الآخر هناك البحر وهناك قوارب الصيد وبعض اليخوت وبالقرب من شاطئ البحر شاليهات ومحلات للقهوة، والتي جلس مرتاديها في الهواء الطلق حيث كان هناك كراسي وطاولات لهذا الغرض ، حيث يحتسون القهوة ويتناولون الإفطار،

img_3530

img_3533

img_3534

وفي الجانب المقابل تتراص بنايات فخمة محاطة بأشجار وبساتين وورود في حدائق صغيرة للمنازل غاية في الجمال، ثم بعدها بمسافات رأينا من يبيع الورود ومن هو فاتح منزله ليعمل للسواح طعاماً ومنهم من يبيع إنتاج المزراع على الطريق،و وجدتني أرى الفقر والغنى الفاحش، فجعلني ذلك أتذكر وأشعر بالتعاطف مع تلك الفئة التي في مجتمعنا التي لاتزال على قيد الحياة لتعاني و تصبر وفكرت طويلاً بالأمر، أعلم أن الفقر ليس عيباً ، وأعلم بأن الغنى ليس حراماً ،ولقد تذكرت قول الله تعالى (وخلقنا بعضكم لبعض سخرياً) وقوله تعالى (وفضلنا بعضكم على بعض في الرزق) ولكن المؤلم هو أن نعيش لأنفسنا و نستمتع بما لذ وطاب ،دون أن نفكر إنسانياً في إخواننا الفقراء والمرضى والمحتاجين والأيتام والمسنين، وذلك في خضم إنشغالاتنا ومسؤولياتنا في الحياة ،لقد إستحييت من الله ثم من نفسي لأني لم أستطع بأن أفعل شيئاً يكفي لأطفالنا و أمهاتنا و أبائنا الفقراء ،إنهم بكل أسف يعانون، لأن الغالبية لم تساعدهم وتتعاون معهم لأجل أن تكون لهم حياة كريمة أفضل،لذلك أسأل الله لي ولكم التوفيق في ذلك.
سلمان محمد البحيري

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …