هو ذلك الولد الهادئ الوسيم كما يقول عنه أقرباؤه ،الذي حينما أصبح شاباً تعلم كيف يكون أنيقاً في كلامه وهندامه ،ويحرص على اقتناء العطور الجيدة ،وكان يسرح شعره الناعم ليكون شكله جميلاً قد أصبح يقرأ كثيراً في كتب الشعر والأدب وأصبح مشغولاً مع قلمه و أوراقه وبتطوير ذاته لذلك صار واثقاً في نفسه وقدراته وله مساهمات في العمل التطوعي حيث يذهب ليعمل في دار العجزة ودار الأيتام وقد استبدل الحداء والموسيقى الشعبية التي كان يسمعها ،بالمعزوفات الكلاسيكية والهادئة ولا يطربه إلا الفن الأصيل ،وغير طريقة مشيته إلى الطريقة التي يمشي بها الأمراء لأنه قد أصبح ناضجاً وواثقاً من نفسه ،وأصبح مرهف الحس واستطاع أن يتعلم عزف البيانو قد أنقذ مرة حياة طفلٍ من الموت دهساً، بعد أن فر صاحب السيارة وتركه غارقاً في دمه وأصبح حذراً و ينتظر كثيراً عند التقاطع، حتى لا يدهس من يعبرون الطريق كل يوم وحتى لو كان قطة أو حمامة أو كلبا وأجبرته مسؤوليات الدنيا بأن ينضج ويعتني بنفسه ويرتّب وقت نومه واستيقاظه وهو الذي عاشت الفوضى في حياته من قبل هو قد أصبح ناجحاً في عمله وكذلك كاتباً معروفاً لدى الناس ولديه كاريزما ويكتب في بعض الصحف وبرغم كل ذلك فمازال لا يعجب من يحبها وفضلت عليه الذي أكبر منها بعشرين سنة ولديه زوجتان لمجرد أنه غني فقط، لذلك آمن بأن ليس كل من تحبه يهواك و يكون من نصيبك،،!
سلمان محمد البحيري
Check Also
حكاية باب!
لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة لتحديد ملامحي النهائية. كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …