عند شاطئ البحر تعلمت تأمل أصوات سمفونية الأمواج الهادئة أو الهادرة، وسماع غناء طيور النورس وتعلمت بأن هناك عالماً في البحار أكبر من عالمنا الذي في اليابسة ونقيس على ذلك في الكون،وتعلمت استشعار جمال خلق الله ، و عشقت صفاء شواطئ البحر كلما عانقت زرقة السماء زرقة البحر، وكلما أطلت الشمس في الصباح الباكرأو ودعتنا على استحياء عند الغروب، لذلك أعشق الطبيعة وأهيم في جمالها ولو أن الطبيعة قد أصغت إلى مواعظنا في الجمود والثبات على أفكارنا بدون تطوير ،لما جرى فيها نهر إلى البحر ولما تحول شتاء إلى ربيع، لذلك تعلمت من الطبيعة بأن اتغير للأفضل حينما أتأملها وهذا ما يجعلني أستمتع وأشعر بأن روحي تكون في أبهى الحلل ،ويدق قلبي فرحاً ومتراقصاً كلقاء عاشقين قد أضناهما الفراق و الوجد ، فمثلاً أنا أرى ندى الفجر كدموع فرحة تغسل الليل الحزين والأليم ،وذلك حينما يأتي نور الفجر بجمال فائق ساحر،فإني قد أحمد الله على أنه منحني الحياة ليوم جديد ،وأؤمن بأن الله لن يخذلني وسيعوضني خيراً كثيراً، لذلك في الصباح العيون تدمع فرحاً بالحب و الأمل والتفاؤل، لذلك أشعر بنقاء القلب وطهارة الروح في كنف الطبيعة وحضرة الجمال،لذلك أشعر بأن شروق الشمس وغروبها امتداد لجمال أرجواني في الكون العظيم على امتداد البصر ، إنه نور جميل ومستمد نوره من ضوء رائع،و أشعر بأن من خلفه رباً عظيماً متطلعاً إلي يحبني ويرعاني ويحفظني ويستشعر حضوري وغيابي ويراني ويسمعني إنه الله سبحانه ملك الملوك نور السموات والأرض.
سلمان محمد البحيري