حكايات الشتاء والربيع معي

عندما يأتي الشتاء فأنا أفرح به وأحب طقوسه وأشعر بالدفئ ويشعرني بالشوق والحنين،فلا غرابة إذا كان الشتاء هو الفصل المفضل لدي فهو يملك شجناً ذا مذاق خاص يناسبني ففي بلدي السعودية حيث حرارة الصيف الشديدة تكاد تكون معيقة للحياة ،والشتاء يعتبر لمسة حانية من هذه الحياة كقبلة إسترضاء تطبعها على جبيني كل عام ،وفي الشتاء يكون الليل أطول من النهار،وأنا أفضل الليل بهدوئه و سكونه لذلك تكون العبادة والتقرب لله متعة بالنوافل من صوم لقصر النهار و صلاة الوتر لطول الليل فهو شهر تكثر فيه العبادة ،ولا يعرف ذلك إلا الصالحين وعسى أن أكون منهم، وفي الشتاء متعة لأن التفاصيل الصغيرة فيه تسعدني ،فمن هذه التفاصيل مثلاً اللحظات التي أكون فيها بالقرب من المدفأة ورائحة حطب السمر التي كأنها بخور يعطر المنزل وأستمتاعي بقراءة كتاب مع كوب شاي وتناول الكستناء المشوي وشعوري بالدفأ وأنا متغطي تحت الفروة،

IMG_3783

وكذلك حينما أسترخي في البانيو لأخذ حمام بالماء الدافئ حيث أشعر بأني أغسل روحي و أجبر بدني على الإسترخاء ما هو الفصل الآخر الذي أعشقه بعد الشتاء؟! فصل الصيف ؟!هل تقصدون القيظ الحارق؟ والعرق وغالبية الناس مكتئبة ويتأففون لك بوجوههم العابسة المتعبة بنهاره الطويل وليله القصير لا..طبعاً؟! فصل الخريف؟! الذي تذبل فيه أوراق الأشجار وتكثر فيها الرياح والغبار دوماً في مقدمة المنزل وعلى السيارة ومتعب للبعض والمطر يتساقط أحياناً ، لكن ذلك لايجعلني أتحمس ليكون الخريف هو فصلي المفضل.

ولكنه فصل الربيع  الذي هو وقت سقوط الأمطار وظهور البراعم والزهور في البرية والمزارع، لذلك الفصلين المفضلة لدي هما الشتاء والربيع وأما الفصول الأخرى فلا تعنيني صحيح أن هناك مشاكل تحدث لي في الشتاء كالفقد الذي يلسع روحي بسياطه الباردة،

IMG_3785 IMG_3786

IMG_3068 IMG_3123

IMG_3119 IMG_3122

IMG_3071 IMG_3130

IMG_3615 IMG_3617

IMG_3614

لذلك كلما يبرد الجو ، وتكون أشعة الشمس حانية أشعر بالدفأ و بأن حرارة روحي تزداد ،لذلك أستمتع بالمشي كثيراً بالشتاء في الممشى وحديقة العمل وأشعر بالسعادة وأستمتع بالجلوس مع عائلتي حول المدفأة والحديث معهم، ثم الذهاب لمكتبي في المنزل حيث المكتبة للقراءة والكتابة وأنسى نفسي هناك حتى النوم ،وحينما استيقظ من النوم أبحث عن كوب دافئ من القهوة أو الشكولاته الساخنة،إن الشتاء والربيع بالنسبة لي هما فصلي التأمل والإبداع والأمل والأحلام الدافئة التي لا تموت.
سلمان محمد البحيري

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …