عندما يأتي الشتاء فأنا أفرح به وأحب طقوسه وأشعر بالدفئ ويشعرني بالشوق والحنين،فلا غرابة إذا كان الشتاء هو الفصل المفضل لدي فهو يملك شجناً ذا مذاق خاص يناسبني ففي بلدي السعودية حيث حرارة الصيف الشديدة تكاد تكون معيقة للحياة ،والشتاء يعتبر لمسة حانية من هذه الحياة كقبلة إسترضاء تطبعها على جبيني كل عام ،وفي الشتاء يكون الليل أطول من النهار،وأنا أفضل الليل بهدوئه و سكونه لذلك تكون العبادة والتقرب لله متعة بالنوافل من صوم لقصر النهار و صلاة الوتر لطول الليل فهو شهر تكثر فيه العبادة ،ولا يعرف ذلك إلا الصالحين وعسى أن أكون منهم، وفي الشتاء متعة لأن التفاصيل الصغيرة فيه تسعدني ،فمن هذه التفاصيل مثلاً اللحظات التي أكون فيها بالقرب من المدفأة ورائحة حطب السمر التي كأنها بخور يعطر المنزل وأستمتاعي بقراءة كتاب مع كوب شاي وتناول الكستناء المشوي وشعوري بالدفأ وأنا متغطي تحت الفروة،
وكذلك حينما أسترخي في البانيو لأخذ حمام بالماء الدافئ حيث أشعر بأني أغسل روحي و أجبر بدني على الإسترخاء ما هو الفصل الآخر الذي أعشقه بعد الشتاء؟! فصل الصيف ؟!هل تقصدون القيظ الحارق؟ والعرق وغالبية الناس مكتئبة ويتأففون لك بوجوههم العابسة المتعبة بنهاره الطويل وليله القصير لا..طبعاً؟! فصل الخريف؟! الذي تذبل فيه أوراق الأشجار وتكثر فيها الرياح والغبار دوماً في مقدمة المنزل وعلى السيارة ومتعب للبعض والمطر يتساقط أحياناً ، لكن ذلك لايجعلني أتحمس ليكون الخريف هو فصلي المفضل.
ولكنه فصل الربيع الذي هو وقت سقوط الأمطار وظهور البراعم والزهور في البرية والمزارع، لذلك الفصلين المفضلة لدي هما الشتاء والربيع وأما الفصول الأخرى فلا تعنيني صحيح أن هناك مشاكل تحدث لي في الشتاء كالفقد الذي يلسع روحي بسياطه الباردة،
لذلك كلما يبرد الجو ، وتكون أشعة الشمس حانية أشعر بالدفأ و بأن حرارة روحي تزداد ،لذلك أستمتع بالمشي كثيراً بالشتاء في الممشى وحديقة العمل وأشعر بالسعادة وأستمتع بالجلوس مع عائلتي حول المدفأة والحديث معهم، ثم الذهاب لمكتبي في المنزل حيث المكتبة للقراءة والكتابة وأنسى نفسي هناك حتى النوم ،وحينما استيقظ من النوم أبحث عن كوب دافئ من القهوة أو الشكولاته الساخنة،إن الشتاء والربيع بالنسبة لي هما فصلي التأمل والإبداع والأمل والأحلام الدافئة التي لا تموت.
سلمان محمد البحيري