حينما تفقد من تحب وتشعر بأن قلبك يتمزق ويصبح الحصول على من تحبه مستحيل ، ليبتعد عنك فيكون في وسط البحر وأنت عالق في تلك القشة تريد النجاة على أمل وظناً منك لصمودها أمام تلك اﻷمواج العاتية ، فهذه قصة من قصص الحياة يا صديقي ،لأن الحياة لم تصفُ حتى للأنبياء والرسل والملوك لأننا في دار للابتلاء والحياة الدنيا قصيرة ولا تستحق بأن نتوقف عند مشهد من قصة حزينة ،فلابد أن نتأقلم على ما يحدث و تتعود يا صديقي على المتناقضات واللعب عليها كلاعب ماهر في سيرك الحياة ،فمثلا المشاعر هي نفسها لا تخضع لمنطق ﻷن منطقها ﻻ يتحمل النتائج الصحيحة كواحد زايد واحد يساوي اثنين ، لأن منطق المشاعر مختلف و هو التناقض وحصول الغير متوقع دائماً في هذه الحياة لأن كل شيء فيها مكتوب، لذلك لا يتعلق الأمر بالذكاء في التعامل في الحياة والمشاعر، لأن محاولة التخلص من مقدر مكتوب هو شيء لم يسبق بأن كتبته اﻷقلام والصحف ولم تحمله اﻷحلام ، فكن على علم بذلك وكن مؤمناً بالله وقدره لكي تكون مسالماً مع نفسك وأن الله حينما لم يكتب لك النصيب بمن أحببت ليس لأنه يريدك بأن تتألم أو لا يحب لك الخير تعالى الله عن ذلك ولكن هو خير لك وربما قد صرف عنك الكثير من الشر والمتاعب والآلام التي ستصيبك لو كتب قلم القدر ذلك فكن هادئاً يا صديقي ومطمئناً.
سلمان محمد البحيري
شاهد أيضاً
حكاية باب!
لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة لتحديد ملامحي النهائية. كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …