قانون الحياة

تلك الحياة لن يشعر بها ويفهمها إلا من قد دخل في معمعتها لتحقيق إنجاز أو السعي للنجاح، فمن لم يتسكع في شوارع الحياة وتقسُ عليه الحياة حتى تخرج أجمل ما فيه من التجارب التي قد مرت عليه فلن يصل، فالذهب لا يصبح جميلاً حتى يصهر بالنار ،فمن لم يدرك تلك المعاني فلن يبلغ حوض المجد ليشرب منه، فمثلا ولادة الطفل وخروجه إلى الدنيا تكون مشابهة لما أتكلم عنه فقبل أن تأتي أعظم هدية من الله إلى الأم والأب  تخضع الأم لاختبار حقيقي من الله وذلك من خلال الثقل والآلام والضعف والصبر ،على أمل بأن يخرج وليدها إلى الحياة حينها فقط تقول الأم إن ولادتي كانت تستحق هذا الألم، لأن الله قد رزقها بطفل يعني لها كل الحياة ،فعندما نؤمن بهذا المبدأ وندرك معناه تفقد الحياة الكثير من قسوتها فالشدائد تكون اختباراً لنا من الله لمدى صبرنا وعلى صدق عزمنا على تحقيق الهدف الذي نسعى من أجله، وكما قال الشاعر لا تحسب المجد تمراً أنت آكله…لن تبلغ المجد حتى تلعق الصــــــبرا
فإذا تحلينا بالصبر قليلاً وتمسكنا بعزيمتنا فسننال ما نريد! وبمجرد أن ندرك هذا المبدأ نستطيع بالفعل أن نخطو خطوة للأمام لذلك عندما تشعر بأنك قد فشلت و كثر كلام المحبطين من حولك وأن كل شيء حولك قد أصبح مظلماً كئيبًا، تمسك بالإيمان والأمل وتستطيع حينئذً أن تقول لنفسك: “إن هناك خطأ ما قد حدث و يلزمني إصلاحه وهذا يعني بأن كل ما كنت أسعى من أجله على وشك أنه يتحقق ولكن يحتاج الأمر للصبر وسعة الصدر” حينها ستشعر بارتياح فيجب علينا بأن نعرف أننا جميعًا سنخضع للاختبار قبل تحقيق هدف ذو قيمة كبيرة بالنسبة لنا، فإذا استطعنا إدراك هذا المبدأ واعتبار هذه الصعاب والوقوع في الأخطاء جزءًا ضروريًا من الحياة  للوصول إلى ما نريد، فسنحقق بذلك هدفنا الذي نطمح في الوصول إليه.

سلمان محمد البحيري

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …