هو شخص دائماً متفائل ولديه اليقين والأمل في الله، يعشق الحياة ويؤمن بأن كل شخص لديه معاناة ويحاول يجتهد وأن لايعيش لنفسه فقط ويبذل قصارى جهده ليكون إيجابيا وليس أنانياً،ويرى بأن السعادة في الحياة هي في العطاء على قدر الإستطاعة حتى لو كان ذلك من خلال عمل تطوعي أو كلمة طيبة و إبتسامة جميله ‘إنه يمد يده بالعطاء للبعض ويحب أن يقضي حاجات من قصده ليزكي بذلك من جاهه و ماله ووقته ولايريد الثناء من أحد فهذا لايهم،ولكن المهم أن يرى إبتسامة سعيدة و رضى على تلك النفوس المجهدة ، التي أضناها التعب والمعاناة في هذه الحياة وهو لا ينتظر من الذين يساعدهم الشكر لأنها ليس هدفه ولم يخطر له على بال و لم ينتظر المقابل هو يقول:إن سعادتي تكمن في إسداء المعروف لكل من أعرف ومن لا أعرف، إذا حكمت الظروف بذلك وبنفس رضية ، لأن ذلك يشعرني بالسعادة أكثر من الشخص الذي أعطيته وساعدته وبرغم هذا الإحساس الجميل من هذا الإنسان النبيل حينما تدقق في حياته تجد بأنه يعاني من ظروف الحياة وترفض بأن تذعن له و تذيقه السعادة، إنها نفس عظيمة تحاول تسعد الناس وهي بحاجة أكثر من الناس للسعادة والمساعدة، إنه التناقض الذي يعيشه بين سعادته فيما يقدمه من إحسان للآخرين وخدمات الواحدة تلوى الأخرى لوجه الله،وفي المقابل تجد أن الدنيا تجلده بأسواطها المتلاحقة المؤلمة حتى تلسع جوانح نفسه، تلوح له هذه الأمور بسبب بعض الأشخاص الحاقدين عليه تارة والمحبطين له تارة أخرى بسبب إطلاق بعضهم الإشاعات والغيبة والنميمة ،بالأحاديث التي تلوكها ألسنتهم لساعات طوال في جلسات سمرهم ، فهو يقول ليس لديه الوقت ليبرر لهؤلاء ويحاول نفي هذه الشائعات فمن يحبونه سيعرفونه جيداً بأنه يستحيل بأن يفعل ذلك، ومن لايحبونه سيقولوا فيه ماليس فيه لأن الكراهية والحقد قد أعمت قلوبهم لذلك هو فضل الصمت وأن يركز فقط تفكيره في عمله و الخير الذي يقدمه للناس ولدينه ولمجتمعه وو طنه ويحاول أن يفتح أبواباً لطرق معينة في الحياة ، قد تتيح له حياة هادئة نوعا ما بعيداً عن ضجيج الغوغائية ولأشخاص الفارغين،و حين محاولاته في البداية وجد أن تلك الأبواب قد أُحكمت الإغلاق في وجهه وبكل قسوة ، وفي ذات يوم رأى بصيص أمل ، نور خافت يشع ولكنه من بعيد جداً يخترق الظلام الدامس على إستحياء ،وأنار له جزء بسيط من الطريق الذي يسلكه بخطواته هادئة خوفاً من أن تتعثر قدماه في هذا الظلام ، فتعثر في الطريق دون أن يجد من يمد له يد المساعدة ، ثم نظر للنور هناك ونفض عنه التراب ونهض ثم أخذ يدعو الله بأن لايتخلى عنه ويقضي حاجته كما يساعد الآخرين لأجل رضا الله عنه ،ثم بعد دعواته بلحظات شعر بإنفراج أساريره وهو يحدث نفسه بغداً أفضل وإبتسامة يغلفها كثير من الإيمان العميق المتواجد بين أحضان نفسه ، وبينا هو يخطو خطواته الحذرة ، يحاول خلالها أن يستعيد الثقة بنفسه ، نظر ووجد نفسه قد إقترب من آخر النفق وأن النور يزداد وضوحاً ولكنه يحاول المشي بحذر ليتجنب التعثر مرة أخرى لأنه لو سقط في هذا الظلام فلن يسمعه احد إلا الله وأخذ يدعو الله بأن يصل للنور سالما بسبب الصراع الذي خاضه مع أمواج الحياة المتلاطمة ثم بعد مثابرة وإصرار على الوصول للهدف وتعب وجد نفسه أخيراً يصل إلى نهاية النفق ليخرج في النور ولكن بعد رحلة شاقة و بالقرب منه يرى بجانب الطريق شجرة فجاء لها و أسند ظهره إلى جذعهاوعيناه ترمقان السماء من بعيد لترى شروق شمس، حيث شعر بأن الله قد فتح له صفحة جديدة في حياته، وقال في نفسه بأن الله قد دلني على الطريق الصحيح بسبب ما أفعله من خير لوجهه تعالى .
سلمان محمد البحيري
شاهد أيضاً
حكاية باب!
لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة لتحديد ملامحي النهائية. كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …