كانت جميع فنادق فيلادلفيا كانت مليئة بالنزلاء ,لم تكن هناك غرفة شاغرة للإيجار في أي مكان ,وكان موظف الاستقبال الشاب في فندق (بيفلو هوتيل) في تلك الليلة المطيرة عام 1891 يعرف ذلك جيداً ,لذا عندما دخل الفندق عجوزان يحتميان من عاصفة في منتصف الليل و اقتربا من مكتبه ,عرض عليهما الموظف الشاب ,والشاعر بالشفقة والعطف ,السرير الوحيد المتاح و هو سريره الخاص .
رفض العجوزان , و أصر الشاب و من خلال الإقناع العطوف للشاب , قبل الزوجان عرضه أخيراً.
و عند مغادرة الفندق في الصباح التالي , كرر الزوجان العجوزان شكرهما و امتنانهما للشاب على الاهتمام غير العادي الذي أولاهما إياه.
فقال الرجل : ” أنت الشخص الذي ينبغي أن يكون مدير أفضل فنادق الولايات المتحدة . ربما أبني لك في يوم من الأيام فندقاً تديره أنت ” , ضحك الثلاثة على التعليق و هم يفترقون.
مر عامين على الحادثة , و نسي الشاب ما جرى حينها , و لكنه تفاجئ برسالة من الرجل العجوز يذكره بما جرى ليلة العاصفة و يدعوه لزيارته , بعد أن وضع فيها بطاقة سفر بالطائرة إلى نيويورك.
وصل الشاب إلى نيويورك و استقبله العجوز , ثم اقتاده إلى الجادة الخامسة شارع 34 , و أشار إلى بناء ضخم من الحجر , و قال للشاب : ” هذا هو الفندق الذي بنيته لك لتديره ” قال الشاب : ” لا بد أنك تمزح ” فأجاب العجوز و قد ارتسمت ابتسامة على وجهه : ” أؤكد لك أنني لا أمزح “.
كان اسم الرجل العجوز وليام والدورف أستر و البناء الذي تم إنشاءه هو الفندق العظيم ” والدورف أستوريا ” و الشاب الذي أصبح أول مدير للفندق هو جورج بولدت الذي ظل وعلى مدى الثلاث و عشرون سنة حتى وفاته عام 1916 , مخلصا للفندق و للثقة التي أولاه إياها ويليام والدورف استور.
Check Also
حكاية باب!
لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة لتحديد ملامحي النهائية. كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …