الصداع وأمي

عندما كبرت الاحظ أحياناً بأن كوب القهوة والبنادول لايقويان على وقف الصُداع الذي أشعر به ،فلازلت أتذكرأمي عندما كنت صغيراً حينما كنت أُصاب بالصداع حيث أذهب عندها في غرفتها وأشتكي لها تقول لي لاباس عليك ان شاء الله ،نام على السرير فتقوم من سجادتها وتترك مصحفها وتجلس بجانبي وتقبل جبيني وتسمي علي وتبدأ تدلك رقبتي ورأسي وجبيني، و أترك لها نفسي ثم لحظات وتقول لي نام و تضع يدها على رأسي وتقرأ المعوذات وآية الكرسي وأجد نفسي وقد هدأت و زال الصداع، ثم أغمض عيناي في نوم عميق بغرفتها الهادئة وتغطيني ببطانيتها أو لحافها وأنام وأنا مرتاح البال وسعيد وأشعر بالهدوء والأمان والحنان والأطمئنان وأصبح بعدها أفضل، لذلك أنا أفتقد غرفة أمي ،وبعدما كبرت لازلت أحب بأن أشم رائحة جلال صلاتها.
سلمان محمد البحيري

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …