جميعنا نعرف من هو الإمام احمد بن حنبل ، هو صاحب المذهب الحنبلي ، كما أنه اشتهر بعلمه الوافر الغزير ، وكان معروف عنه الورع والتقوى ، حيث أنه كان يسافر كثيراً من أجل طلب العلم ، والاستفادة من العلماء الآخين وإفادتهم أيضاً ، كما أن الإمام أحمد بن جنبل عرف بصبره الكبير ، وعرفةسعة صدره ، وكان الناس يحبون اللجوء إليه من أجل التزود بالمعلومات ، كما أنه كان يتقبل الجميع ويحب أن يقدم النصيحة للناس .
سنروي قصة حدثت مع الامام أحمد بن حنبل ، حيث أنه كان مسافراً في طلب العلم ، وتفاجأ بنفسه في بلد غريب لا يعرف أحداً يلجأ إليه للنوم ، فإذا به عند المسجد ، أراد الإمام أحمد بن حنبل أن ينام في المسجد ، ولكن رفض حارس المسجد ذلك وأمره بالخروج من المسجد ، حاول الإمام أحمد بن جنبل مع الرجل ليسمح له بالنوم في المسجد ، ولكن دون جدوى ، حتى قام حارس المسجد بالتصرف مع الإمام أحمد بن جنبل بطريقة غير مؤدبة ، وقام بجره إلى خارج المسجد .
بينما كان كذلك مر رجل خباز ورأى الإمام أحمد بن حنبل ، وكان الإمام أحمد بن حنبل رجلاً كبير في السن ، وكانت تظهر عليه علامات الكبر والوقار ، فحزن الخباز لرؤية هذا الرجل الكبير يساء إليه بهذه الطريقة ، فقام بأخذ الإمام أحمد بن جنبل معه ، دون أن يعرف من هذا الرجل الذي يصطحبه، ذهب الخباز بالإمام أحمد بن حنبل إلى بيته ، وأعطاه مكاناً جيداً لينام فيه ، وقدم له الطعام ، وكان رجلاً كريماً جداً مع الإمام أحمد بن جنبل ، وترك الخباز الإمام أحمد وذهب يحضر العجينة من أجل صنع الخبز في الصباح .
كان الخباز يردد الاستغفار طوال فترة عجنه للعجينة ، و عندما انتهى من العجن وجلس مع الإمام أحمد سأله ماذا كنت تردد طوال فترة عجنك ؟ أجابه الخباز أنه كان يستغفر الله ، وأنه يقوم بهذا الأمر طوال فترة عمله لأي شئ ، فسأله الإمام أحمد وهل وجدت نتائج أعمالك هذه ؟ فقال الخباز والله ما دعوت دعوة إلا واستجابها الله لي ، ما عدا دعوة واحدة ، فسأله الإمام أحمد بن حنبل ما هي ، فقال له رؤية الإمام أحمد بن حنبل، ضحك الإمام أحمد بن حنبل ، وقال له والله استجاب لك الله ، فأنا الإمام أحمد بن جنبل ، فضحك الخباز .
العبرة المستفادة من هذه القصة هي أن الاستغفار هو المفتاح لحل جميع المشاكل التي يمر بها الانسان في حياته ، وأن الله يحب كثرة الاستغفار ، حيث أن كثرة الاستغفار يمحو الله بها السيئات التي يرتكبها الانسان في حياته .
شاهد أيضاً
حكاية باب!
لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة لتحديد ملامحي النهائية. كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …