حبوا الحياة لأنها جميلة وتستحق أن تعاش وتأملوا في السموات والأرض قال تعالى ( أولم يتفكروا في أنفسهم ماخلق الله السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق ) و قال تعالى( والسماء ذات البروج) فالمسافة مابين الأرض والشمس مئة و ستة و خمسين مليون كيلومتر، والمجموعة الشمسية كلها نقطة في درب التبانة،ودرب التبانة مجرة عادية من المجرات المتوسطة لا الكبيرة، وفي الكون آلاف ملايين المجرات ومليارات النجوم مع كواكبها، فالأرض لو انجذبت للشمس بما فيها من جبال هملايا، وقارة آسيا، وإفريقيا، وأمريكا الشمالية، والجنوبية، واليابسة كلها خمس الأرض وأربعة أخماسها بحار لتبخرت في ثانية واحدة، لذلك قال تعالى ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا ﴾ ولو أنها بالعكس تفلتت من جاذبية الشمس، فإنها تمضي في الفضاء الكوني وعندئذٍ تصبح الحرارة مئتين وستين تحت الصفر، هذا هو الصفر المطلق، وتنتهي الحياة، إذا انجذبت، وتنتهي الحياة إذا تفلتت، لذلك هذا الكون لم يخلق عبثاً ونحن لم نخلق عبثاً، فالتفكر عبادة، لأن التفكر يجعلك تتعرف على عظمة الخالق، والتفكر أوسع طريق لتعرف الله، وأقصر طريق بينك وبينه، لذلك شاهدوا أفلاماً كثيرة عن الطبيعة والكون لتُحيي قلوبكم و أرواحكم وتتنور عقولكم، فكل مخلوق على الأرض وُجِد لسبب وبفقدانه ستفنى الكثير من حياة المخلوقات الأخرى والنعم ، وكما يجب علينا المحافظة على البيئة لتستمر الحياة فأسلوب الحياة المُهمل يُدمر الأرض والمخلوقات الأخرى، وستعود على الإنسان بخسائر بعد عدة سنوات تدريجياً، وتغير الجو المدمر في العالم سببه ثقب بطبقة الأزون بسبب التلوث مما أدى إلى الحرارة الخانقة وتلوث الأرض والبحار والأنهار كأقرب مثال ، فتعلموا أن تحبوا الأرض أكثر وتحافظوا على نظافتها وأن نحبها لدرجة أن ننتبه لكل شيْ نشتريه أو نتخلص منه حتى نحمي البيئة، فأكثروا من الذهاب للأماكن الطبيعية، كانت أرضاً مفتوحة أو نهراً أو بحراً ، المسوا بأيديكم النخيل والورود و الأشجار وأهتموا بها، حافظوا على البحار والأنهار من التلوث و تأملوا في جمال الألوان، الزُرقة الصافية، والاخضِرار النقي، ولون الرمال والزهور والأعشاب، ودرجات الألوان التي تتغير مع كل حركة للشمس والسحاب، إستمتعوا بتنفس الهواء النقي الذي تنتعش رِئتاكم باستقباله، وأغمضوا اعينكم وتأملوا عند الإستماع لأصوات الطيور وحاولوا الإبتعاد مابين وقت وآخر عن المدن الصاخبة وعن التلوث، واستمتعوا برؤية النجوم ليلاً وبالنظر لصفاء السماء وأنعشوا أنفسكم بهواء نقي برائِحة الورود و العُشب والأشجار لا بعوادم السيارات وأصوات أبواقها المزعجة ولاتقتلوا الزهور الصغيرة بالمُبيدات التي تقتُل عِطرها، و تقضي على النحل والفراشات، ولاتقطعوا الأشجار ولاتجعلوا الطيور تهرب من تلوث المصانع وعوادم السيارات والضوضاء، و يكون همكم ملء الأرض بالمبانيِ الأسمنتية ، فالذهاب إلى مكان بالطبيعة مفتوح لايوجد به حواجز مابين وقت وآخر يجعلكم تشعرون بالهدوء و بالسكينة و بالسلام والأمان والاطمئنان و يُنعش أرواحكم ويقضي على همومكم مهما تعاظمت، وتصبح لديكم بيئة آمنة تتنفسوا من خلالها، وحياة تملؤها الصحة، بيئة تنعشكم بالأشجار والهواء النقي والضياء.
سلمان محمد البحيري