بما أنني فلاح أب عن جد و أعشق الأرض، فقد لاحظت بأن تربة الأراضي تختلف من مكان إلى آخر فهناك أرض خصبة وهناك أرض بور ومعنى البور هي الأرض التي لاتصلح للزراعة، وأما البور من الناس هو الفاسد الهالك الذي لاخير فيه وتطلق على المذكر والمؤنث،وكما يقال السوق بوارُ هذه الأيام أي كاسد ،ويقال على البضاعة بارت أي كسدت ،ونرجع للأرض فالأرض البور تحتاج إلى جهد متعب وصبر ووقت طويل ليتم إصلاحها، مثل تغيير تربتها بتربة طينية ويضاف عليها رمل بكميات كبيرة وبنسب متفاوته مع أضافة السماد الطبيعي ومواد للزراعة،ولكن لو أن أحداً قد زرعها بدون أن يصلحها فلو سقاها لشهور وسنوات فإنها تأبى إلا أن تُثمر وتُنبت نباتات سامة ولا فائدة منها، فبعض الناس كالأرض البور التي لم يتم إصلاحها مهما سقيتوهم لا يثمرون بالنفع أبداً ،وإن أثمروا فثمرهم لافائدة منها، وضع في بالك بأن قلوبهم كالأرض الخاوية تأخُذ ولا تُعطي، لأن قلوبهم كالأراضي البور لذك ابتعد عنهم فسيؤذيك جفافهم وإن أسقيتهم سيمتصون جهدك وتعبك روحك بسلبيتهم ،فوجودك بجانبهم سيستهلك من عقلك وروحك وقلبك وأعصابك وطاقتك الشيء الكثير لأن قلوبهم بور و سلبية و ليست خصبة.
سلمان محمد البحيري