الناس كالأرض

بما أنني فلاح أب عن جد و أعشق الأرض، فقد لاحظت بأن تربة الأراضي تختلف من مكان إلى آخر فهناك أرض خصبة وهناك أرض بور ومعنى البور هي الأرض التي لاتصلح للزراعة، وأما البور من الناس هو الفاسد الهالك الذي لاخير فيه وتطلق على المذكر والمؤنث،وكما يقال السوق بوارُ هذه الأيام أي كاسد ،ويقال على البضاعة بارت أي كسدت ،ونرجع للأرض فالأرض البور تحتاج إلى جهد متعب وصبر ووقت طويل ليتم إصلاحها، مثل تغيير تربتها بتربة طينية ويضاف عليها رمل بكميات كبيرة وبنسب متفاوته مع أضافة السماد الطبيعي ومواد للزراعة،ولكن لو أن أحداً قد زرعها بدون أن يصلحها فلو سقاها لشهور وسنوات فإنها تأبى إلا أن تُثمر وتُنبت نباتات سامة ولا فائدة منها، فبعض الناس كالأرض البور التي لم يتم إصلاحها مهما سقيتوهم لا يثمرون بالنفع أبداً ،وإن أثمروا فثمرهم لافائدة منها، وضع في بالك بأن قلوبهم كالأرض الخاوية تأخُذ ولا تُعطي، لأن قلوبهم كالأراضي البور لذك ابتعد عنهم فسيؤذيك جفافهم وإن أسقيتهم سيمتصون جهدك وتعبك روحك بسلبيتهم ،فوجودك بجانبهم سيستهلك من عقلك وروحك وقلبك وأعصابك وطاقتك الشيء الكثير لأن قلوبهم بور و سلبية و ليست خصبة.

سلمان محمد البحيري

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …