أضحك بسخرية وأتجاهلها

حينما تعصف بي الهموم،والصدمات تكون علي متوالية أشعر بأن لدي إرادة من فولاذ وأضحك مما حدث لي وفي نفس الوقت أبكي ،بسبب الهموم المتلاحقة علي كلما حاوت مقاومتها ومصارعة أحداثها ، لكي لا تهزمني لأنني لست بغريب عنها فأنا لم أنضج في هذه الحياة منذ قليل،فأنا قد عرفت معنى الحياة، بسبب أن هذه الهموم سبق وأرضعتني من حليبها وأسقتني من ماء حنظلها ، وتكون متوالية أحياناً ولا يكون لدي فرصة لالتقاط الأنفاس ،و لكنني في السبع سنوات الأخيرة ، قررت أن أدوس على كل ذلك تحت قدمي ، و قررت تجاهل هذه الهموم وأن لا أجعلها تؤثر فيني مستعيناً عليها بالله،ولا أرمقها بطرفة عين،ولكنها تأبى إلا أن تغرس خناجرها في عمق القلب حتى  تجعلني أتألم وتشغلني عن هدفي في معترك الحياة،وهذا مما أثار في نفسي كثيراً من التعجب والتساؤل لماذا كل هذه الهموم تتداعى علي وفي المحيط الذي بي؟! فمسحت دموعي وأصررت على سلوك طريقي نحو الهدف،وأن لا أسمح لهذه الصدمات بأن تثنيني عن هدفي في الحياة، فأصبحت أجاهد نفسي وأن لايجعل ماقد حدث يؤثر على معنوياتها ، وصرت أحبط كل محاولات الهموم ،وأقطع عليها كل السبل لإعاقتي عن السير قدماً في هذة الحياة ، حتى لو جعلتني خالياً من كل شيء فقد ارتويت من كأسها ، ولدي الإرادة القوية بما فيه الكفاية بأن أقول لها كفى وأنا قادر على التغلب عليك ، صحيح بأنني أحياناً فقدت الفرحة و الابتسامة ، ولكن لابد أن أتغلب على هذه الهموم وخاصة في مايتعلق بأمر أسرتي وأحاول بأن أرسم الفرحة والسعادة على محياهم،قد يتعجب البعض ولكنها عين الحقيقة التي لايستوعبها البعض،إلا من تذوق هموم الألم قلبه،ولا يدركها إلا من قد تخلى الناس عنه في محنته ولم يبقى له إلا الله ،وأصبح في حزن كبير،لايعرف مداه ومنتهاه إلا الله،ولن أتغلب على ذلك إلا باستعانتي بالله فالهموم أصبحت مثل جيش عرمرم أراها تشحذ أسنتها صباح و مساء لمحاربتي ولإذاقتي طعم الهزيمة ، ولكن هيهات فلقد جعلت لكثرة الصدمات درعاً حصيناً لنفسي،يتلقاها فتدفن في مكانها ، وحتى وإن حاولت هذه الهموم أن تنثر الملح على جروحي حتى يتسع النزف وتنتزع مني الآهات، فلن تجد مني إلا الصبر والضحك بسخرية وتجاهلها وقول الحمد لله على كل حال، وفي نفس الوقت الأنين بصمت ودموع تطلب العون من الله بكثرة الدعاء ليغسل كل هذا، ثم أستل سيفي رفيق دربي قلمي لأفضفض به أوجاع ما مضى على الورق ثم بعد ذلك تبرأ الجروح وأشفى.

سلمان محمد البحيري 

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …

اترك تعليقاً