حجم الأرض في الكون

حينما شاهدت فيلم وثائقي عن الكون باسم ” شيء يفوق الخيال نفسه ” أيقنت بأن الله ملك الملوك وتجدد إيماني بعبقريّه إله الكون وتفرُدِه وإستحقاقه ليكون إله واحداً فرداً صمد، ولا يعادل ملكه وقدرته شيء ، فعندما شاهدته ذُهلت من جماله ، وزاد تعجبي حينما رأيت حجم الأرض التي نعيش عليها تعتبر مثل النقطة الصغيرة،مقارنة بالكواكب الآخرى والكون ، فالكون عالم كبير ومخيف وغامض وعالم الفضاء والكواكب يستهويني منذ طفولتي وخاصة عندما نذهب للمزرعة أو نخيم في البر ويأتي الليل فإني أحب أن أتأمل في النجوم والقمر ليلاً حيث أستلقي وأبدأ النظر إلى السماء وأستمتع بجمالها عندما أنظر إليها ولا أرى نهاية، فعندما رأيت هذا الفيلم وأفلام أخرى وقرأت عن ذلك علمت بأن الكون ليس صغيراً كما كنت اتخيل، فعندما كنت في طفلاً كنت أعتقد بأن الكون كله هو فقط الأرض والشمس والقمر والنجوم التي نراها في السماء،ولكن هوسي بالافلام الوثائقية هو الذي جعلني أعرف عظمة الكون ودقته وعظمة من خلقه ،ففي كل مرة أرى فيلماً وثائقياً عن المجرات ، تكون دهشتي كبيرة ،ربما لأن فكري القاصر لم يكون ليتوقع شيء بتلك اللانهائية العظيمة ،

فقد إكتشفت من خلال الأفلام بأن مجموعتنا الشمسية لم تكن هي الكون ،بل كانت كبيت صغير وسط ملايين مثلها داخل مجرة واحدة، بل وحتى مجرتنا “درب التبانة” هي إحدى البيوت الصغيرة من بين بلايين المجرات الأخرى، يا إلهي ما أعظمك إنه شيء جميل و رائع وقمة في الإبداع مليء بالرهبة والجمال في آن واحد ،إنها من المُعجزات التي تدل على أن الله لم يخلق هذا الكون ولم يخلقنا ويخلق الكائنات الأخرى عبثاً، فهناك أشياء عقولنا المحدودة لا يمكن أن تحصيها أبدا، فمنذ عرفت ذلك تغيرت نظرتي لكل شيء في الحياة ،فقد اصبحت أسقِط كل شيء يحدث في الحياة على نظام الكون ، فلن يحدث شيء لايريده الله ولن يمنع البشر شيء يريده الله أن يحدث ، سبحانك ماعبدناك حق عبادتك فصرت أعتقد بأن كل شيء في هذه الحياة هو مجرد كويكب صغير يدور في عالم أكبر وأكبر منه بكثير، فمثلا عندما صرت أتحدتُ مع أحد ووجدت لديه فِكره غريبة عني ومعقولة، أصبحت أقول في نفسي ربما هو أعلم لأن فلكِه أكبر من هذه الفكرة الصغير، وأن خلفهُ تدور الكثير من المجرات، فربما حُكمي عليه لايكون إلا مثل الأرض التي نعيش عليها، من جهةٍ صغيرة سيكون فاشلاً إن عممتُه على كل فَلكِه، فكما ورد في معنى الأحاديث عن الرسول عليه السلام بأن أقل درجات الجنة بحجم الارض عشر مرات ،والدرجة التي قبلها بعرض السماوات والارض معا ،فكيف بحجم العرش والفردوس فلنتأمل في خلقنا وفي خلق السموات والأرض حتى نؤمن أكثر ونتعرف إلى عظمة الخالق، فحينما نرى الأرض وحجمها وحياتنا القصيرة والفانية فإنها لا تسوى بأن نعصي الله فيها ولا أن نعيش بمشاعر سلبية مثل الكراهية والحقد والحسد والكبر والغرور والقطيعة فكلنا راحلون ويأتي يوم القيامة والسموات والأرض في يد الله ويطلع تبارك وتعالى إلى الدنيا فيقول : ( يا دنيا ؟ أين أنهارك ؟ أين أشجارك ؟ وأين عمارك ؟أين الملوك وأبناء الملوك ؟ وأين الجبابرة وأبناء الجبابرة ؟ أين الذين أكلوا رزقي وتقلبوا في نعمتي وعبدوا غيري ؟ لمن الملك اليوم ؟ فلا يجيبه أحد‎ ، فيرد الله عز وجل فيقول : الملك لله الواحد القهار .
سلمان محمد البحيري

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …