فلسلفة العطاء

“حاول هذا لمدة أسبوعين وسترى كيف يتغير واقِعك: أيا ماكنت تحسب أن الناس يحرمونك منه – المديح، التقدير، العون، الاهتمام، وغيرهم – قدمه لهم. لا تملكه؟ فقط تصرف كأنك تملكه، وسيأتي.

ثم بعد أن تبدأ بالإعطاء ستجد نفسك قد بدأت بالتلقي. لا يمكن تلقي مالا تعطيه. فالتدفق إلى الخارج يحدد التدفق إلى الداخل، أيا ماكنت تحسب أن العالم يحرمك منه هو موجود لديك سلفاً، لكن مالم تسمح لهُ بالخروج فلن تعرف حتى أنك تملكه. وهذا يتضمن الوفرة.

قانون أن ما يتدفق إلى الخارج يُحدِد ما يتدفق إلى الداخل يُعبّر عنه سيدنا عيسى عليه السلام في الصورة القوية ” أعط وستُعطى”.

إن مصدر أي وفرة ليس في خارجك، بل هو جزء ممن أنت. ولكن ابدأ بالتعرف على الوفرة الخارجية وإدراكها، أنظر إلى ثراء الحياة من حولك، أنظر إلى دفئ الشمس، ومشهد الزهور الرائعة خارج محل الزهور، تذوّق ثمرة ريّانة، أو إغتسل بوابل من المطر. سترى إمتلاء الحياة في كل خطوة من خطواتك.

التعرف على الوفرة الخارجيّة يوقِظُ الوفرة الراكِدة في داخلك. ثم دعها تتدفّق.

حين تبتسم لغريب يكون هناك تدفق لحظويّ للطاقة، تُصبِحُ مِعطاءً. اسأل نفسك دائما ما الذي يمكنني أن أُعطيه هنا؟ كيف يُمكِنُني أن أخدم هذا الشخص أو هذا الظرف؟ لا تحتاج إلى امتلاك أي شيئ لتشعُر بالوفرة، وإن كان شعورك بالوفرة سيجلبها لك بكل تأكيد. فهي تأتي فقط للذين يمتلكونها سلفاً. يبدو هذا غير مُنصفاً تقريباً، لكنه بالطبع ليس كذلك، إنه قانون كوني. كِلا الوفرة والنُدرة هما حالتان داخليّتان تكشفان عن واقعك.”
إكهارت تول من كتاب أرض جديدة

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …