ياصديقي حينما يأتي إليك إنسان ويعلم بأنك تعاني ويقف بجانبك في آلامك وهمومك وأحزانك وبِكل براءة يقول لك: أنا لن أتخلى عنك لأني أعزك، حينها يسحب هذا الإنسان الوجع من قلبك ويرفع معنوياتك بكلامه الجميل ثم بعد حزنك يرسم الابتسامة على وجهك، تعرف ياصديقي عندما يعترف هذا الشخص بأنه يربط مصيرك بمصيره، وأنت عنده بكنوز الدنيا، ثم يأتي إليك الآن ويخبرك لإنه في الماضي لم يكن يجد الفرصة ليأتيك ويكلمك ثم أنت ترفع رأسك وتنظر له وأنت في دهشة، وقلبك ينبض لأنك ترى صدق كلامه في عينيه، ثم تقول في نفسك هل يعقل؟! هل يعقل أن هذا الإنسان موجود في هذا الزمن قد شعر بما في داخلي بدون أن أتكلم معه كيف ذلك ؟!هذا معناه ياصديقي بأنك إنسان محظوظ ، لأنك وجدت إنساناً يحبك لذاتك وليس لأجل التسلية بمشاعرك أو المصلحة أو لشيء آخر،ومعنى ذلك بأن الله قد رزقك بإنسان سوف يكون السبب ليأخذك ليأخذ بيدك إلى برالأمان،وجدت الإنسان الذي سيغير نظرتك إلى الحياة ويجعل لها طعـماً خاصاً،هذا ياصديقي هو نفس الشخص الذي كنت تفكر فيه وتحاول بأن تلتقي فيه في بيتك أو في الحديقة أو الجامعة أو في محل القهوة أوبالسفر،تعرف ياصديقي أن هذا الإنسان ممكن يكون أي إنسان،ولكن إين الإنسان الذي يمتلك الشجاعة ليقول لك هذا الكلام ؟! إنه إنسان راقِ وجميل ولديه إحساس مرهف غير مثقل بالماديات ويتعامل معك بكل شفافية،يعني ماهو الإنسان الذي تخاف منه وتقلق لأنه سيغدر فيك ويتركك ويخذلك في يوم من الأيام،لأن هذا الإنسان نادر جداً في عصرنا الحاضر لأن من داخله حاجة جميلة مختلفة عن غالبية الناس،لأن هذا الإنسان يمشي على مبدأ” اذا لم تستطع نفع إنسان فلا تضره ،وإذا لم تفرحه فلا تحزنه ،وإذا لم تقف معه فلا تشمت به،وإذا لم تفرح بنعمته فلا تحسده ،وإذا لم تمدحه فلا تذمه،وأعلم أن لكل إنسان حق الأخوّة الإنسانية عليك ،فكن لطيفاً مع الناس جميعا”،يعني ياصديقي إنساناً إيجابياً وسباقاً بالخيرحتي لو تعرض لغدر أو قسوة من أقرباء له أو من شخص يحبه، لايمكن أن يتغير ويبادلهم بنفس الكراهية أو الإساءة وإنما يسامح ولا يقاطعهم، يفرح لفرحهم و لا يحسدهم ،ويحزن لحزنهم إنسان مختلف في كل شيء ولكن بتميز، وممكن يكون اختلافه هذا رغم أن الزمان والمكان غير مناسبين له ، فإذا وجدته ياصديقي فتمسك فيه وعض عليه بالنواجذ، وعلى فكرة ياصديقي هذا الإنسان ليس هو شخص معين،يعني ممكن يكون أخاك أو أختك أو صديقك أو زوجتك أو قريبك أو جارك أو زميلك في العمل أو إنساناً أحببته وذلك مثلاً حينما رأى منك موقف وأعجب بك،أو رأى بأن لديك أخلاق وأنك بعيد عن المشاكل والدرب المنحرف،أو رآك حزيناً ووحيداً وأراد مشاركتك ،فلأجل ذلك ياصديقي كن متزناً في تعاملك مع الآخرين وأجعل أسلوبك الجميل معهم هو الذي يعكس صورتك الجميلة لهم،وكلما كان أسلوبك وتعاملك راقياً،كلما قدرت تخطف قلوب الآخرين،لأن كل الناس عندهم خير،ومايريدونه منك أو من غيرك هوالروح الجميلة فقط،وهي براعة أن تكتشف الخيرية عند الآخرين بين سطور حياتهم كالنحل يرشف الرحيق ويترك ماسواه ولو آذته الأشواكِ.
همسة:
مثل ماهناك ناس تخليك ماتثق في أحد و تكره الحياة ، فهناك أيضاً ناس طيبين يجعلونك تحب الحياة وتقول الدنيا لازالت بخير.
سلمان محمد البحيري