في الشتاء كل التفاصيل على البال

في هذه الأيام قد سجلت حرارة الصيف 39 درجة وهي آخذة في التصاعد أكثر في الأيام المقبلة، إنه بداية لدخول فصل الصيف والشمس الحارقة، ففصل الصيف بالنسبة لي كئيب ومقيد لحركتي، وما الروعة في كل هذا الزحام والتلوث والجو الحار الخانق؟؟بعكس فصلي الربيع والشتاء فهما بهيجان بالنسبة لي، فالبعض لايوافقني بأن فصل الشتاء جميل ، نعم إنه جميل في نظري بسبب الأمطار حينما تهطل وتكون الشوارع مبتلة وتكون أضواء الشوارع والسيارات منعكسة على أرضية الأزفلت وتصبح لامعة وأرضيتها ملونة كأنها ألوان الطيف، وكذلك منظر أمواج البحر وهي ثائرة ،دائماً ما يأسرني شاطىء البحر، حيث أرى في أمواج البحر القوية الغضب أو شدة العتب أو الذكرى لمن نحب وكأن البحر يتحدث لي وأنا أشكو إليه فلذلك أعشق الشتاء وأنتعش حقا عندما يأتي المطر، أنا لا أعرف لماذا هذا الجو الشتوي يأسرني و يكون لي مصدر إلهام في الكتابة وخواطر وذكريات غريبة،هي في الحقيقة لاتمت لي بأي صلة،ذكرى فيها شجون غريب هذا الجو دائما يذكرني بالصفو والبراءة، فمياه المطر تغسل الأرواح كما تغسل الشجر والشوارع، و دائماً ما أشعر بأن الشتاء هو الوقت الأنسب للإبداع والدفء والرومانسية، كما أنه أيضاً وقت  البرد النفسي والغربة والفقد،ففي الشتاء روحك تكون شفافة في الوقت الذى تسمع فيه زخات المطر وتستشعر نزول قطراته العذبة على وجهك، دفء الشتاء هو الدفء الجميل ،أيضا الشتاء هو الوقت الامثل كى تشعر بالغربة حينما تتذكر شخصاً تحبه قد فقدته أو فارقك أو رحل فهذا أنين الرياح وتساقط الأمطار وظلمة ليل الشتاء كلها تهاجمك وحيداً ولا تستطيع مواجهة هذا الشعور الطاغى بأنك وحيدُ، فتتذكر قصة حب قد إنتهت وطعم غريب للذكرى يجعلك تبتسم رغماً عنك حتى وإن كانت الذكرى أليمة،إذاً الشتاء هو الفصل المناسب لكي تختبر كل هذه المشاعر،يقول البعض بأن محبى فصل الشتاء هم من الشخصيات الاكتئابية التى لا تستطيع التكيف وتشعر بالاغتراب هل هذا حقيقى؟؟؟  أنا شخصياً لا أعتقد ذلك،لأنني أستمتع بوجودي في الشتاء ضمن الكائنات التي تعيشه سعيدة بكل تفاصيله،تفاصيل الشتاء بالنسبة لي هي رزق من الله و حدائق مبتلة وورود عليها ندى المطر ومناظر خلابة وصباح دافئ وجميل وبحر ثائر ملابس ملونة وأنيقة و مشاهدة الطريق من وراء زجاج السيارة الذى تجمعت عليه نقاط المطر،والاستماع إلى صوت الأمطار خارج النافذة،كوب الشوكولاتة بالحليب الدافئ ،وأما المظلة فهي تقيدني و تحرمني من حرية ممارسة المشي وتحرمني من الاستمتاع بقطرات المطر على وجهي ورأسي وملابسي فهي مظلة شمسية لتحمي من الشمس وليست لتحرمني من الاستمتاع بالمطر، إنها لحظات نادرة وتشعرني كأني طفل يلعب تحت المطر ،والاستمتاع بهذه اللحظات العذبة فهذه نقاط ضعفي والتي أعشقها في الشتاء والتي أحاول بأن استمتع بكل لحظة فيه.


سلمان محمد البحيري

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …