المنتظرون في صالات المطار

المنتظرون للغائبين في حياتهم،كالمنتظرين لوقت طويل في صالات المطار، هم لازالوا تحت تأثير ألم الصدمة أو لنقل الأمل وهم لا يكفون عن التحديق في وجوه المارة،انهضواعن تلك الكراسي أيها المساكين واذهبوا بعيداً من هنا، لأن من تنتظرونهم لن يعودوا أبداً، كان عليكم أن تشعروا بذلك منذ أن قرروا الرحيل، لا أعلم ما الذي عليكم فعله ولكن لاتنتظروا فالانتظار قاتل ،فإما أن تذهبوا مع بوابات الخروج  أو خذوا لكم تذاكر مغادرة إلى المحطة القادمة، لإنه بمجرد وصولكم لصالة القدوم هناك في المحطة القادمة سيتبدل كل شيء، ففي البداية ستشعرون بنعيم الوحدَة مؤقتاً لأنكم ستعيشون على الأمل و ستتأملون هناك كثيراً، وستتخذون القرار المناسب ثم سترقصون على وقع تغاريد الطيوروحفيف الأشجار وأصوات الأمواج التي ستسمعونها لأول مرّة بوضوح وستُقبلون على الحياة، إن ماقد حدث في صالة الانتظار هو مُحزن لحدّ البُكاء بسبب خذلان الآخرين الذين لم يُكلّفوا أنفسهم عناء السؤال،ولم تشفع الذكريات الحلوة بأن يقدروا لهفة المنتظرين لهم، وأن يكونوا معهم رفقاء في السرّاء والضرّاء، إن الطائرات التي تحمل الرُكّاب الذين لطالما انتظرتموهُم بحُب ليست هُنا،لأنهم لن يأتوا والسبب لأنهم قد وجدوا آخرين غيركم، فمن رحلوا بدون سبب وجيه فلن يعودوا أبداً،ولو عَادوا سيؤلمونكم بقبح أعذارهم، فلماذا بعد كُل هذَا تزدحم صالات الانتظار بالمنتظرين في المطارات.؟!

سلمان محمد البحيري

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …

اترك تعليقاً