القهوة أحبها بأنواعها،وقهوتي المفضلة الأولى هي القهوة العربية التي تكون حمستها وسط مبهرة بالهيل والقرنفل والزعفران وتقدم مع تمر السكري النضيد ” المطروق “، وإذا كان موسم التمور،فإني أفضل رطب تمر الخلاص و قد تكون القهوة تفتح شهيتي أكثر لإلتهام حبات الرطب الحلوة ، برغم أنه يكون هناك حلوى وشكولاته ولكني أفضل الرطب الخلاص أو التمر النضيد على كل حال لأنه اكثر فائدة من الشكولاته أو الحلويات ،أما النوع الثاني الذي أفضله في قهوة الصباح حينما أكون بعض الأحيان ذاهباً للعمل فإني أمر محل الكوفي على الطريق وأطلب منه قهوة إيطالية لاتيه مع كرواسون بجبنة الشيدر فطعم الشوكولاته مع الحليب يطغيان على رائحة القهوة الإيطالية الشهيرة لذلك أعشقها لأنها تذكرني بتناغم الحضارات في فمك حيث الكرواسون تركي الأصل والبن برازيلي ونكهة القهوة إيطالية إنها بإختصار العولمة، وأنا أعشق هذه القهوة بسكرها المزبوط
أما النوع الثالث فهي القهوة التركية ،حيث أعتقد بأنها أفضل أنواعها جميعاً، أحبها كثيراً ولا أشتريها جاهزة ولكني أختار مقاديرها بعناية لتطحن من المحمصة ،وتكون مقاديرها بأن أطلب كيلو قهوة تركية بحيث يكون 900 غرام غامقة 100 غرام محروقة ويضع لي معها قبل الطحن قليل من الهيل والبندق وثلاث حبات صغيرة من المستكه،وإذا تم طحنها تصبح رائحتها زكية ونفاذة، لذلك عندما أشربها بعد أن أعدها بنفسي في كنكة القهوة وأرتشف رشفة منها مع قطعة شكولاته أو حلوى حلقوم، وتشعر بها حليمات التذوق في لساني،تكون لها سطوة على مزاجي و لها برتوكول عند القرآة والكتابة مع كوب فاخر مع صحنُ له من نفس نوع الكوب مزخرف قد أحضرته مع طقم كامل عندما سافرت لتركيا ،لذلك حينما أعد القهوة التركية أحرص بعناية وإنتباه بحيث لاتغلي ويطير وجهها الذي على سطح الكنكه وتفقد القهوة ميزة من مميزاتها،وهذا يثبت لي بأن القهوة لم تغلي أكثر من اللازم، ففنجان القهوة التركية قد أصبح ملازماً لي ورفيقي الدائم في الصباح و المساء مع القلم والدفتر، فالقهوة تمنحني قوة التركيز والإلهام وقدرة إضافية على التأمل والخيال،لذلك أحس عند كل رشفة بالإسترخاء والتلذذ مع كل رشفة،ورائحتها تتسلل إلى أنفي ثم تتبخر في مخي وتستدعي الرؤى والأفكار والخواطر والذكريات وتغري قلمي بالكتابة على الورق، فالقهوة تسعدني وتجعلني أتجاوز تلك المنغصات عن ماعانيته في هذا اليوم أو في البارحه وتجعلني اتطلع الى بدء يومي بشهية مفتوحة للحياة والعمل وتمنحني البهجة وشيئا من السعادة مع بصيص من ضياء الأمل والتأمل وسط عتمة متاعب الحياة.
سلمان محمد البحيري