في محطة حياتي سئمت من مقعد الإنتظار ،لأنه أمر يحبطني بشدة عند روؤيتي لسير
القطار مرارا ، والناس تتسابق نحوه للبحث عن مقعد يحملهم بعيدا كي يغيير حياتهم،
وأنا غريبة كما لو جعل لي مثبت او قفل بالمقعد عاجزة عن النهوض للبحث عن مغيير
لي ، بحثت بعيناي لأتسائل إلى متى انتظر ؟
وإلى متى أحتمل الملل ؟
ولم اجد جواب شافي !
و بقيت بين تلك الأيام تائهه،
لأنها ستجيب بمقدار الآلم ،بقولها إن الزمان والأيام والأشخاص تغيرت ،ولكن انتظري لأن الحب جميل يحتاج معاناة ، والفرصة به تأتي سريعة ولكن عودتها بطيئة ،وجراحه تشفى مع الأيام ويبقى لها أثر كي لاتنسى، وربما تكتب رواية حب ،يبقى هوى البداية بلا نهاية،وتشهد الكلمات انها تاهت في حبر القلم، لذلك سأبحث عن مسافة تختصر لي الرحيل لأني بدأت السفر لأجوب بها دنيياي ، بحثاً عمن سلب شوقي ونبضات قلبي العليل، وأهديه آخر نبضاته،لأني أصبحت تائهه في عالم صعب الغوص في موجه ،لأنه بحر غرقت سفينتي بين أمواجه وأضاعت مرساها بلا أمان،وقطعت كل طرق الحياة الموصلة لحلمي ،فأيقنت ان العودة صعبه وربما مستحيلة، لأبقى بساحة واقع جريحة تنتظر نسيم ينعشها في بحر الهوى،لأن أيام السفر طالت ، فياصبراً لاتتركني وحيدة.
بنت الحجاز
شاهد أيضاً
حكاية باب!
لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة لتحديد ملامحي النهائية. كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …