الرضا و القناعة

عندما جلست مع المتزوج حدثني بأنه يتوق لحياة العزاب وحينما جلست مع الأعزب فحدثني بحسد عن حياة المتزوجين، وحدثني الغني فأخبرني عن شوقه لحياة البسطاء وحدثت الفقراء فلعنوا فقرهم و تمنوا بأنهم أغنياء، وحدثت المثقف فإشتكى من العلم في زمن الجهالة، وحدثت الجاهل فبكى ندماً على علم لم ينله، و حدثت العجوز فهام في حديثه عن الشباب ،وحدثت الطفل فقال متى أصبح كبيراً مثلكم ،وحين جلست مع نفسي وحدثتها عن كل هؤلاء فقالت لي : كلهم سعداء ولكن ينقصهم الرضى ؟!!تلك هي حياتنا صار ينقصها الرضى.

قال الإمام الشافعي :
رأيت القناعة رأس الغنىِ
فصرت بأذيالها متمسـك
فلا ذا يراني علـى بابـه
ولا ذا يراني به منهمـك
فصرت غنياً بـلا درهـمٍ
أمر على الناس شبه الملك

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …