رساله لطالب الثانوي والجامعه

أيها الشاب أنت الآن في مقتبل العمر ولديك فراغ كبير، فحاول أن تستثمره فيما ينفعك بحياتك العملية و العلمية، من خلال عملك في دوام جزئي لكي تتعرف على الحياة وتعرف كيف تتعامل مع الناس، وخاصة أنهم مستويات في عقولهم وحياتهم ولكي تكون لك علاقات صداقه مع الجيدين منهم لأنك بلا شك ستستفيد من معرفتهم في الوقت الحاضر و بالمستقبل ، فمثلا أمامك العمل في مجال الإتصالات حيث في صيانة أو برمجة الجوالات وهناك دورات لذلك أو بمكتب عقاري أو في أوبر أو في أحد المطاعم السريعة أو في أحد محلات الكوفي أو بأحد شاحنات الطعام food truck كي تشعر بان لديك إرادة وتزرع الثقة في نفسك لأنك تحاول تنمي طموحك وتكتسب خبره بدأت تعتمد على الله ثم على نفسك، ولكي يرا والديك بأنك قد أصبحت الآن رجلاً  يعتمد على نفسه وأنك الآن لاتأخذ منهم المصروف لأنك تكسبه بعملك ومجهودك وهذا سيسعدهما ، وقد تتمكن بعد ذلك من أن تنشئ لك مشروعاً صغيراً خاصاً بك أما تفتح محل صغير لبيع اجهزة الجوال واكسسوراته  أو يكون لديك محل خضار متنقل في سيارة نقل صغيره مكيفه تبيع بواسطتها خضار وفاكهه حيث تشتريها من سوق الجملة فجراً لتبيعها على بعض الفنادق والمطاعم وبعض منازل الزبائن الذين يتعاملوا معك بإستمرار، ولكن أيها الشاب إبدأ العمل وكن أكثر جدية و إنضباطاً وتحملاً للمسؤوليه وأقرأ الكثير من الكتب ولا تكتفي بما تعلمته في مدرستك بالثانويه أو الجامعه وأصرف جيداً وبحكمة من وقت فراغك على عملك المؤقت وعلى القراءة حيث بعد سنوات قليلة، سترى بأنك صرت في دراستك للأفضل وأصبحت حياتك أفضل لأنك قد طورت قدراتك ولانه قد أصبح لديك هدف تسعى إليه وتريد تحقيقه ولانك قد كسرت روتين العيب في مجتمعك لأن العمل ليس بعيب وديننا امرنا بذلك قال الرسول الله صلى الله عليه وسلم : (ما أكل أحد طعاما قط خيرا من أن يأكل من عمل يده ، وإن نبي الله داود عليه السلام كان يأكل من عمل يده ) .


إذا فالعمل أجر من الله ويعتبر عباده إذا إحتسبت النية وستجد إنك قد كسرت روتين يومك حيث كانت أيامك الماضية محصورة فقط مابين البيت و المدرسة والمسجد أو الجامعة والاستراحه حيث لا جديد، ولكن الآن  حياتك صار لها معنى و فيها تغير وإثاره وكل يوم هناك شيء جديد وتجارب جديدة واختلاط بالناس ولكي تعرف بأن الحياة ليست سهله كما كنت تظن، فلكي تنجح تحتاج إلى المعرفة والعمل والتعب والصبر وبرغم أنك لست محتاج  للعمل لان والديك متكفلان بمصاريفك وكذلك مكافأة الجامعه ولكنك تريد تحقيق ذاتك و إكتشاف الحياة وتجرب الإستقلالية ، لكي في المستقبل القريب لو أردت الإبتعاث تستطيع الإعتماد على الله ثم على نفسك في الغربة وحتى لو اضطررت للعمل هناك لكي تتعلم اللغة وتختلط بالاخرين وتتعرف على نمط حياتهم وترى كيف يتعاملون ويفكرون ، فيا أيها الشاب لازال أمامك المستقبل زاهر و الحياة طويلة والمجالات والاختيارات كثيرة، ولكن عليك أن لا تضيع وقتك، المطلوب فقط إختيار الطريق الذي يناسبك وتحبه وتشعر بانك ستبدع به وتخدم دينك ووطنك وتنجح فيه.
سلمان محمد البحيري

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …