قريبٌ لي مقيم في باريس منذ سنوات طويلة، لا يحب السعودية ولا يفكر في الحج، حتى أنّه تجرّأ ذات مرة وقال: (لو كان الحج في غير السعودية لذهبت، أمّا في السعودية فلا!!)
ولكن مع تقدّمه في السنّ وإلحاح المقرّبين منه تخلَّى عن هذا الرأي الشاذ وحضر هذه السنة للحج.
إلتقيتُه هذا الأسبوع في المدينة المنورة:
– سألته: كيف كان الحج؟ فقال بالفرنسي: extraordinaire, formidable ( يعني شيء مثالي، خارق للعادة)
– سألته عن التنظيم فقال: لو إجتمع الفرنسيون والألمان والأمريكان لما تمكنوا من تنظيم الحج بهذا الشكل الرائع.
– سألته عن أفراد الشرطة والحماية والمشرفين فقال: لم تكن الإبتسامة تفارق مُحيّاهم وكانوا يبادرون بالمساعدة حتى لو لم تطلبها منهم.
– سألته عن السعودية بصفة عامة فقال: دخلتها وهي أبغض بلدان العالم إليّ وأغادرها وهي أقرب البلدان إلى قلبي.
وعندما سألته عن سبب تغيير رأيه قال: ما رأيته في السعودية يختلف تماما عمّا سمعته وقرأته في وسائل الإعلام!!!
أيها السعوديون، أيها الإعلاميون، أيها الدبلوماسيون، أيها المبتعثون، أيها المغردون: أظهروا خيركم حتى لا يُنسب إليكم شرّ غيركم فمسؤولية الدفاع عن الوطن وسمعته يتحمّلها كل موحّد حريص على عقيدته ومواطن غيور على وطنه بالكلمة والقلم والتغريدة.
ولو يعلم الموحّدون من جاكرتا شرقا إلى المغرب غربا ما يُحاك لقبلة صلاتهم من مؤامرات لشكروا السعودية حكومة وشعبا على ما يبذلونه من غالي ونفيس للحفاظ على مقدّساتهم.
وكم هو جميل أن يموت الإنسان من أجل دينه ووطنه وكم هو أجمل أن يحيا من أجل نشر هذا الدين وعزّة هذا الوطن.
جوهر محمد الربيع