عند الكتابة أنا لا أخطط لأي نص ولكن عندما تأتيني الفكرة أو الخاطرة أقوم بتسجيلها فوراً كمسودة وأبدأ أضيف عليها عدة أفكار متفرعة ولكن حينما أريد أن أكتب هذا النص أجلس في مكان هادئ إما في مكتبي الذي بالمنزل أو في العمل أو بمحل قهوه في زاويه هادئة، لذلك غالباً ما أكتب في الصباح الباكر أو في المساء حيث الهدوء مع فنجان قهوة أو نسكافيه، ولأنني أنفصل عن عالمي المعتاد فأقفل جوالي أو أضعه على الصامت ولا أتحدث مع أحد، ثم بعد مرحلة المسودة أترك القلم يسترسل في النص ولا أقاطعه حيث أتركه يقودني حتى يقف ويقول إكتفيت، فخاطرة الكتابة إذا لم تدون في لحظتها فلن تعود مرة أخرى ،فالكتابة مثل ومضة الفلاش التي تضيء في عقلي من خلال فكرة وعلي تسجيلها في وقتها لأنها نابعة من قلبي وروحي من أعماق الحنايا ، وبالرغم أن الكتابة عمل مجهد وخاصة على الأعصاب ، ولا يعرف ذلك إلا من قد مارس الكتابه ،إلا أنها ممتعه بالنسبة لي وتمنحني الراحة لأنها تؤتي القارئ ثمارها الشهيه بعد ذلك بسبب أني قد سقيت هذا النص من رحيق قلبي، بسبب أني أحترم القلم والورق فعند حضورهما أجعل لهما طقوس خاصة بحيث أكون في مكان هادئ وكأنه في محراب وأنصت لصرير القلم على الورق فمتى حضرت الكتابة فلا صوت يعلو على صوت نبض القلب وبوح الكلمة ، حيث أشعر بلحظة تدفق الكلمات من داخلي وينهمر إلى القلم ثم على الورق بنص جميل و بكلمات مؤثرة من خلجات الروح بحيث تجعلها تحلق عالباً في سماء صافية حيث الامس أعماق القارئ وأنقله من حالة الفقد والأسى والألم من واقع مرير إلى واقع فيه الأمل والتفاؤل والإيمان والتأمل والحب والرضا والسعاده بحيث ترتاح النفس بعدما كاد أن يمزقها اليأس والألم في نص إبداعي جميل، لذلك بعدما أنتهي من تدوين كل شيء على الورق أفتح جهاز اللابتوب وأبدأ في تبيض ماكتبت عن طريق برنامج وورد حتى أنهي الموضوع وأنا راضي عنه من الداخل ومما يساعدني على الكتابة هو أنني أستمع إلى موسيقى هادئة كلاسيكية تساعدني على التأمل كما أكثر شيء يساعدني على الكتابة هو الجلوس في الأماكن الجميلة ، أو حينما أسافر في بعض الأحيان وألتقي بأشخاص آخرين حيث يضيف إلى قريحتي الكتابية أفكاراً وخواطر لكي تكون مادة دسمة للقلم.
سلمان محمد البحيري
Check Also
حكاية باب!
لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة لتحديد ملامحي النهائية. كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …