التعليم الإلكتروني في المدرسة والمنزل يعتبر ثورة معرفية لتطوير الفرد ونهضة المجتمع والدولة،ومواكبة التطور لدى دول العالم المتقدمة، حيث أن عصرنا الآن عصر المعرفة وعصر يتميز بتقنية المعلومات وسرعتها ويتطلب تهيئة الأطفال والشباب حتى يستطيعوا التعامل معها ،وخاصة إذا علمنا أن أغلب دول العالم طبقت أيضاً الحكومة الإلكترونية وهذا مما يريح المواطن عند قضاء مصالحه إلكترونيا وهو جالس في منزله أو بمكتبه من غير أن يكلف نفسه عناء الذهاب للجهات الحكومية بالطريقة التقليدية ويتعرض لضياع وقته في زحام الشوارع والانتظار في طابور حتى يصل للموظف.
وهناك مثال آخر على التعامل الإلكتروني ،وهو التعليم المطور وهو تعليم إلكتروني من المنزل ويستخدم عادة في الجامعات وهذا خدم شريحة كبيرة أرادت إكمال تعليمها أو فاتها قطار التعليم لظروفهم التي لم تكن تسمح لهم في حينها بذلك فالتعليم الإلكتروني المدرسي يجعل من التعليم أكثر متعة وسهولة وإختصارا للوقت والجهد والتكلفة، مقارنة بالتعليم التقليدي الذي هو عن طريق الكتب خاصة إذا علمنا أن تكلفة طباعة الكتب المدرسية أكثر من مائة مليون ريال سنوياً،وخاصة إذا علمنا أنها تتلف بعد نهاية الفصل الدراسي مما يضيف عبئا مالياً على الدولة.
وإذا جعلنا لكل طالب لابتوب أو آي باد منذ المرحلة المتوسطة وحتى الثانوية العامة، فسيكون للتعليم الإلكتروني ميزة وهو توفره في أي مكان وبأي وقت، حيث يستطيع الطالب التواصل مع المدرس والمدرسة خارج أوقات العمل الرسمي عن طريق البريد الإلكتروني أو منتدى النقاش للمدرسة، ويمكن القول ايضا أنه سيعتمد على الوسائط الإلكترونية من صوت وصورة في الإتصال وإستقبال وإرسال المعلومات، ويساعد الطالب على إكتساب المهارات وحل الواجبات فهو تفاعلي مابين المعلم والطالب ومابين المدرسة والطالب ومابين المدرسة والمعلم خاصة إذا علمنا أن هذا التعليم طبق في الولايات المتحدة واليابان وماليزيا وأستراليا منذ التسعينات، فنتمنى رؤيته مطبقا لدينا لما للتقنية من دور بارز في النهوض بتعليمنا ليصبح مؤثراً في العالم فالإستثمار الحقيقي هو في تعليم الإنسان وهو الإستثمار الذي لا ينضب.
سلمان محمد البحيري