صرت في الفترة الأخيرة أقسو على قلبي لأن ذاكرتي قد أصبحت مشبعة بالوجع بسبب الحنين، فعند المساء خاصة أسمع صوت الحنين في قلبي، في البداية كنت أسايره فأشعر بأن جسمي متألم ومنهك وأني أسمح لقلبي على حساب عقلي الذي كنت أتجاهله والذي لايرضيه هذا الوضع، وعندما جعلت العقل يتولى قيادة النفس قسوت على قلبي وأصبحت أتجاهله، حتى لايقودنا القلب بعواطفه إلى كوارث لأنه لم يستوعب بعد فكرة رحيلهم ولا أمر القدر ، لذلك قسوت على قلبي وأخذت أعالج ألمه بالأمل والتفاؤل وحسن الظن بالله، حتى أستطيع أن أُخرج قلبي من الشَرِك الذي قد وقع فيه.
سلمان محمد البحيري
شاهد أيضاً
حكاية باب!
لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة لتحديد ملامحي النهائية. كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …