Husband Bringing Sick Wife Hot Drink In Bed At Home

القسوة والجحود

حينما كنت في زيارة لإحدى العيادات الخاصة لأجل علاج زوجتي، وكنت في صالة الإنتظار ، رأيت أن الدكتور قد كشف على حالات عدة من النساء كنا مريضات جداً ويجدن صعوبة في دخول العيادة ،لذلك كانت هناك كراسي متحركة تنقلهن من السيارات إلى داخل العيادة وكان الدكتور يكشف عليهن في غرفة مخصصة عند المدخل للتسهيل عليهن، بدلاً من الصعود للعيادات التي في الدور العلوي، وكان يرافقهن أزواجهن ،فبعد الكشف لاحظت أن البعض قد خرج وهو متذمر فعندما دخلت عند الدكتور وسألته عن سبب غضب البعض قال أنهم لايريدوا أن يكملوا في العلاج بعد الكشف ويفضلوا بأن يطلقوا زوجاتهم أو يتزوجوا عليهن حتى يرتاحوا من عبئهن، ولقد إنتابني الذهول فقلت للدكتور أتمزح معي فقال يابو محمد لم أقل لك إلا الحقيقة، حيث أن بعضهن يعانين من سرطان الثدي ،و لقد تذكرت وصية والدي رحمه الله ووالدتي الله يشفيها حينما كانوا يوصوني أنا وأخوتي وأخواتي عند الزواج حيث كانت من وصاياهم “عيشوا مع بعض على الحلوة والمرة, وكونوا ستر وغطا لبعضكم”، فهؤلاء المريضات قد عشن مع أزواجهن على الحلوة وكن يعتقدن بأنهن قد حظين بالعيش بالأمان والاستقرار وأن من باب العشرة والمعروف والفضل أن لا يتخلوا عنهن أزواجهن في أزمتهن، ولكن المسكينات لم يعلمن بأن الإصابة بالمرض هو ذنب وإجرام سيحولهن إلى منبوذات من الذين شاركوهن في تفاصيل الحياة، فكأن المرض هن السبب فيه أستغفر الله ،بل هن في هذه الحالة يحتجن من يقف معهن ويخفف من عليهن، لأنهن في حالة صدمة وليس من يزيد عليهن الآلامهن ،فكأني أراهن حزينات ويبكين ودائما عيونهن مبتلة بالدموع، لأنهن قد خذلن من أقرب الناس لهن ، فماذا لو كان الرجل هو المريض هل سيرضى بأن الزوجة ستتخلى عنه وتطلب الطلاق ،ولكني أشعر بأن أغلب الزوجات سيسهرن على راحة أزواجهن المرضى ولن يغمض لهن جفن حتى يذهب الأنين ويناموا متعافين،أين الشهامة في هؤلاء الرجال ماأحوج الزوجات المريضات للعناية والإهتمام وإشعارهن بأنكم بجانبهن وحتى لو طلبن الطلاق منكم لاتتخلوا عنهن حتى تشعروهن بالأمان وتوفروا لهن الجو النفسي المريح الذي سيكون السبب في أن يتعافين، هل لأن المريضات لم يعدن يصلحن للحياة الزوجية بسبب مرضهن وأصبحت مصاريف العلاج هي سبب الطلاق لقد حكموا عليهن بالموت مرتين ،تارة من الألم والمرة الثانية بسبب نبذهن وإحتقار طبيعتهن التي طرأت بعد مرضهن، فهن مهما كان بشر من لحم ودم ،فلو كان هناك لدينا كناري مريض لأجتهدنا في علاجه عند الطبيب البيطري حتى يشفى ويعود ليطربنا بتغريداته فالرسول صلى الله عليه وسلم قال” رفقاً بالقوارير” وهن في كامل صحتهن فما بالك حينما تكون زوجتك أو أمك أو ختك أو بنتك مريضة فيجب أن ترفق بها وتحنو عليها وتحتويها أكثر وتوفر لها الرعاية والإهتمام ،حتى تمر بمحنتها بسلام وهذا الكلام أيضا ينطبق على من يضع أمه في دار العجزة لكي لايرعاها لأجل رضا زوجته أو لأجل بأنه لايطيق بأن يسمع صوت ألمها في المنزل ،وهو نسي حينما كان طفلا كانت ترعاه في بطنها وتصبر على الآلام الحمل والولادة من أجله وترعاه حينما يتألم ولا يغمض لها جفن حتى ينام و يكون بخير ويتعافى، ولكن هناك قلوب أقسى من الحجر وأقسى من الحديد الصلب فاللهم لاتجعلنا جاحدين وقساة قلوب وأجعلنا نرحم من في الأرض لكي ترحمنا يا الله.
سلمان محمد البحيري

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …