صنفان من النساء وعلى نياتكم ترزقون

أيها الرجل حينما تخرج من بيتك وتكون في عملك أو في السوق أو في مكان عام فأنت ستصادف صنفين من النساء وهما مايلي :-
الصنف الأول : إمرأة مبدية زينتها وقد تعطرت ونظراتها تلاحق الرجال وكأنها امرأة العزيز حينما قالت لسيدنا يوسف عليه السلام هيت لك، لذلك كن أيها الرجل مقتدياً بالنبي يوسف عليه السلام وغض بصرك وقل بينك وبين نفسك معاذ الله اني اخاف الله رب العالمين أما الصنف الثاني : وهي صنف النساء العفيفات وهي المراة التي تمشي على إستحياء وهي تخرج وتكون مضطرة للخروج وذلك كأن تعمل أو تكون في مراجعة للمستشفى للعلاج أو لأجل أن تقضي مصالحها بنفسها فلتقتدي أيها الرجل بسيدنا موسى عليه السلام حينما مد يد العون لأبنتي النبي شعيب عليه السلام وهو لايعلم عندما كانتا تريدان سقيا اغنامهما وذلك حينما رأى مشهداً حرّك فيه حسّ الشهامة والمروءة؛فقد شاهد جمعاً من الرجال الأشدّاء يزدحمون حول الماء حيث يسقون أغنامهم،ولا يفسحون المجال لأحد حتى لو كنا نساء، وكانت هناك امرأتان تجلسان في زاوية بعيدة عنهم، وعليهما آثار العفّة والشرف وكانتا تمنعان أغنامهما من الورود، يقول القرآن في هذا الصدد: (فلما ورد ماء مدين وجد عليه أمّة من الناس يسقون ووجد من دونهما امرأتين تذودان) ومعنى تذودان: أي تحبسان و تمنعان غنمهما من الورود إلى الماء، وقيل تذودان الناس عن مواشيهما، أو تكفان الغنم عن أن تختلط بأغنام الناس، وعلى كل المعاني فإن هاتين المرأتين كانتا تحاولان عدم الاختلاط بالرجال المزدحمين حول الماء،لم يرق لموسى (عليه السلام) أن يرى هذا الظلم، وهذا العمل المخالف للأخلاق والعدل؛ لذا توجّه إليهما وسألهما بكل أدب: (ما خطبكما) أي ما أمركما، وبدون إطالة بالكلام مع الرجل الغريب أجابتا: (لا نسقي حتى يصدر الرعاء)، ومن أجل أن لا يستمر الحوار، ويسأل موسى: أليس لكما رجل يكفيكما مؤونة هذا العمل الشاق؟ أضافتا مكملتين كلامهما (وأبونا شيخ كبير) القصص ، فلا هو يستطيع أن يسقي الأغنام، وليس عندنا أخ يعين على الأمر فلا حيلة لنا إلاّ أن نقوم نحن بهذا العمل. وسقى لهما حينما كان البئر مزدحماً بالرجال ليسقوا أنعامهم، لذلك أيها الرجل يحتاج أحياناً بأن تمد يد العون للمراة  لو إستدعى الأمر وطلبت المساعدة أو شعرت بأنها تحتاج مثل بأن تقدمها قبلك مثلاً في المصعد أو في السوبر ماركت أو إذا أرادت بأن تجلس في المترو ولم تجد مكاناً فقم من مكانك وأجلسها بمقعدك،فعفة سيدنا يوسف عليه السلام قد جعلته من عبدأ مملوكاً إلى أن يكون ملكاً وأما شهامة سيدنا موسى عليه السلام فقد رزقه الله على نيته الطيبة بالزوجة حيث زوجه النبي شعيب عليه السلام  أحدى إبنتيه ورزقه الله كذلك بالوظيفة والسكن بعدما كان في أشد الحاجة وماجزاء الإحسان إلا الإحسان والله لن يضيع لك نية صالحة ولا عملاً صالحاً وعلى نياتكم ترزقون.

سلمان محمد البحيري

About سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

Check Also

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …