حينما سئل رجل الرسول صلى الله عليه وسلم من أحق الناس بحسن صحبتي فقال له الرسول أمك ثلاث مرات والرابعة أبيك، فالأم حقها كبير لإنها قد رعتك في رحمها على مراحل وأنت كنت ضعيف لاحول لك ولا قوة ،و كنت لا شيء وهي السبب في وجودك في هذه الحياة بعد الله ،حتى صرت تنمو كجنين في أحشاءها وأصبحت مكتمل الخلقة وكل هذا على حساب صحتها وأعصابها وراحتها مع ماتشعر بها من الالام والسهر هذا غير الإلام الولادة ،وكل هذا يهون في نظرها لأجل أن تكون بخير برغم أنها قد رأت الموت بعينيها ،ثم بعد الولادة لم تكتفي بذلك بل تعبت معك ورعتك بحبها وحنانها وأرضعتك من ثدييها وكان ذلك على حساب جسمها، ثم ربتك وعلمتك الكلام والأكل والمشي وعلمتك في دراستك حتى بدأت تكبر في عينيها يوماً بعد يوم ،فلا تتخلي عنها في ضعفها لإنها فد رعتك في ضعفك وإياك أن تنهرها في مرضها او تشعرها بأنها قد أصبحت عبئاً ثقيلاً عليك ولا تهزء بها عندما يكون بها مرض الخرف والزهايمر وفقدت الذاكرة، ولم تعد تتذكر شيئاً أو قد أخذت تنسى الكثير من الناس حتى أقرب الناس إليها أو تعيد الكلام عدة مرات ، أو تعجز عن الحديث ،فهناك البعض من يتخلص من والدته أو والده في دار المسنين أو يضع أحد والديه في مستشفى أهلي أو حكومي في النقاهه ولا أحد يرعاه أو يزوره أًو حتى يسأل عليه بالجوال فليس هذا من الوفاء لهما ،فحينما يمر أحد والديك بهذالمرحلة العمرية من الضعف، فكن باراً بهما فهما جنتك أو نارك، وأحذر من أن يشكوك أحدهما لله بما تصنعه به من عقوق لأنك ستخسر صحتك ومالك وتخسر الدنيا والآخرة.
سلمان محمد البحيري
Check Also
حكاية باب!
لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة لتحديد ملامحي النهائية. كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …