مما قرات لكم في كتاب المازوخية وأردت بان اطل به عليكم من خلال قرأت لكم في زواية المدونة الجديده بناء على رغبة بعض القراء ، ولقد كان لدي إلمام بسيط عن المازوخية ولكني لم أكن أصدق ذلك حينما أرى ذلك في الافلام وأقرا عنه في بعض القصص والروايات وكنت أظنه من الخيال ولكن هذا شيء قائم وحقيقي في علم النفس عن المازوخية
والمازوخية مرض نفسي من مصطلح شامل يطلق عليه في علم النفس بالسلوك الهادم للذات “self_defeating”يجعل الشخص يقوم بأمور ويعلم يقينا في داخله بأنها سترتد عليه من الاخرين بالغضب والإذلال والفشل ولكنه يقوم بذلك لكي يشعر بأنه حزين ومضطهد ومظلوم وضحية ويكون سعيدا في داخله وهو يشكيه للآخرين، و يفضل بأن يعيش دوماً في اليأس والكأبة، ولذلك هو يرفض الفرص الإيجابية برغم الإمكانات والمؤهلات التي يمتلكها، كما يشك في الناس إذا عاملوه بشكل جيد، وبرغم ذلك هو يقدم للبعض تضحيات مفرطة بدون أن يطلب منه ذلك ،والنقيض من ذلك بأنه يرفض مساعدة الآخرين له ويسخر من يقوم بذلك معه ويعتبر ذلك بأنه يريد الإنتقاص من حقه
وهناك المازوخية الجنسية وهي الشعور بالإستثارة الجنسية والنشوة عند الشعور بالألم والعذاب والإذلال وهي مختلفة قليلا عن السادية وهي الأستمتاع بإقاع الألم على شريكه في الجنس وهي أن تطلب الزوجة من زوجها بأن يصفعها ويضربها بالسوط أو العقال أو الخيزران أثناء ممارسة الجنس ولا تشعر باللذة والتشوة إلا عند قيام زوجها بذلك ، والعكس أيضا،بأن يطلب الزوج من زوجته بضربه وإحتقاره وإهانته وإذلاله
ويرجع التسمية بالمازوخية إلى روائي نمساوي إسمه ليوبولد مازوخ كتب العديد من الروايات والقصص وكان هناك قصة أسمها “فينوس ذات الحلل الفروية ” والتي ترجمت إلى عدة لغات والتي تروي حكاية رجل إسمه سيفرين ويقيم علاقة غرامية مع أرملة تدعى ويندا وتوطدت العلاقك مابينهما وكان يطلب منها بأن تعامله كعبد ويجعلها تحتقره وتعامله بطريقة مهينة وتضربه وتجلده فكان هذا في البداية كمزحه ثم أصبحت هذه المرأة تقسو عليه وتذله وهو يستمتع كلما قست عليه.
وديننا نهانا عن ذلك قال الرسول صلى الله عليه وسلم :”لايجلد أحدكم إمرأته جلد العبد، ثم يجامعها في آخر اليوم” وفي حديث آخر قال صلى الله عليه وسلم: “لا يقعن أحدكم على امرأته، كما تقع البهيمة، وليكن بينهما رسول. قيل: وما الرسول يا رسول الله؟ قال: القبلة والكلام”. وقال: “ثلاث من العجز في الرجل.. وذكر منها أن يقارب الرجل زوجته فيصيبها (أي يجامعها) قبل أن يحدثها ويؤانسها ويضاجعها فيقضي حاجته منها، قبل أن تقضي حاجتها منه”
فديننا دين راقي حضاري وإنساني ونهى في الحياة الزوجية بأن يكون هناك عنف بالكلام او الفعل لان هذا شذوذ عن الطبيعة الإنسانية وخاصة في العلاقة الزوجية وأما المازوخية والسادية فهي من الامراض النفسيه والتي تستدعي بأن يعرض المريض نفسه على الطبيب لأن ذلك غير طبيعي.
سلمان محمد البحيري
المراجع
كتاب المازوخية ساشا ناخت ،ترجمة مي طرابيشي