كيف تفعلها وتصبح عظيماً ؟!

إن الله سبحانه قد خلقنا وخلق في كل واحد فينا جينات بأن نكون مبدعين وعظماء ،بأن منح لكل شخص موهبته على أن يكتشفها بنفسه ويطورها ويعمل عليها،ولكن هناك أشخاصاً لايهتمون بذلك إما أنهم كسالى لايريدون بأن يعملوا ، أو لأنهم لايعرفون قيمة الجواهر التي بداخلهم، فعلى الشخص بأن لايكون أسيراً للعادات والتقاليد وأفكار الماضي بل عليه أن يطور من نفسه وإلا سيظل في مكانه يلوم حظه أو يلوم الآخرين، وستكون حياته في روتين يومي يشعره بالملل والحزن ولن يتحرر منه أبداً،لأنه لم يفعل شيئاً ليغيره للأفضل،لأنه قد ظن بأن المرحلة السيئة التي يمر بها لن تتغير و ستطول وتكون مستمرة ولم يدرك بأن هذه الأمور السيئة لن تستمر، ولكن عليه القيام بإعادة صياغة تفكيره على نحو إيجابي لأجل يتغير نمط حياته، وذلك من خلال العمل الجاد والممارسة المستمرة بدون كلل ولا ملل ولايأس من فشل، وسيلمس التغيير ولكنه لن يكون مابين عشية وضحاها ولكن مع مرور الوقت سيشعر بتحسن ،فالألم في مرحلة اليأس هو رحمة من الله ودرس عندما تجعلك الحياة تسقط و تجثوا على ركبتيك وأنت تبكي ومتألماً حائراً ماذا تفعل وتقول كيف المخرج؟!،ولكنك أنت من أوصل نفسك لهذه الحالة ،وأنت من تستطيع بأن تخرجها فالله قد قال “إن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا مابأنفسهم ” فلابأس من الألم فهو مفتاح الإبداع في الحياة وبه يتم فتح الثغرات نحو النجاح والسعادة،ولكن بعدما تلجأ لله ثم تثق في نفسك وتفكر بعمق نحو الهدف ثم تنهض وتقول في نفسك أنا لن أنكسر، أنا سأصبح أفضل ، أنا سأنجح، فأنت بذلك ستتجاوز هذه المحنة ولكن ثق في الله وليكن لديك أمل وتفاؤل ولاتلم نفسك ولاتركز على عيوبك ولاتأبه لكلام المحبطين والشامتين ،واترك عنك الشعور بأنك مظلوم أو ضعيف أو أنه ليس لك حظ أو أنك إنسان نحس، ولكن بعدما تنهض أخرج للحياة وحارب لكي تنتصر،وستشعر بجمال الحياة وأن يومك قد تغير ولم تعد على الهامش، لأن كل يوم لديك فكرة جديدة وعمل دؤوب ومع مرور الوقت سيصبح الهدف الذي كان بالنسبة لك حلماً صار حقيقية فالعظماء الذين نعرفهم في مختلف المجالات قد عانوا كثيراً وعملوا كثيراً وتعرضوا لإخفاقات وإحباطات ومروا بمحن كثيرة مؤلمة ولكنهم قد استطاعوا التغلب عليها من خلال الممارسة اليومية للعمل مع الإبداع وعدم الاستسلام للفشل ،والفشل مفيد فهو يخبرك أين موقع الخلل وأنت عليك محاولة إصلاحه وهذا هو سر النجاح ،وكما قال مايكل انجلو”لو علم الناس كم بذلت من جهد من أجل إنجاز أعمالي لن تبدوا لهم تلك الروعة بعد ذلك” فإذا أردت بأن يتذكرك الناس حتى بعد رحيلك عن الدنيا ولو بعد مئات السنين فأعمل على إزالة التراب من على موهبتك التي مثل الجوهرة وأصقلها فلا تدفن نفسك بغبار الكسل وإلغاء ذاتك فتكون كمن دفن نفسه حياً وطور قدراتك وكن مستعداً لتقديم التضحيات ودفع الثمن لأجل النجاح وبعد ذلك ستشعر بأنك قد صنعت معجزات لم تكن نفسك تتوقع بأن تصنعها وستصنع نفسك وتصبح عظيماً والناس يتحدثون عن تجربتك الناجحة لعدة أجيال.
سلمان محمد البحيري

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …