ثقوب في ذاكرتي

أحياناً يمر علي في حياتي بعد مرحلة معينة نسيان وأشعر بثقوب في الذاكرة،هي ليست زهايمر ولكنه نسيان لبعض التفاصيل الصغيرة، ولكن يتطلب الأمر مني إلى التأمل في نفس المكان الذي قد حدثت فيه هذه الذكريات لكي أستطيع إسترجاع هذه التفاصيل التي قد غابت عن ذاكرتي بحيث أقوم بربط الأحداث أيضا بلبس معين كنا نرتديه أنا والأشخاص الذين أتذكرهم أو العطر الذي كنا نتعطر به ، أو رائحة جميلة ما ممكن أن تكون رائحة ورد أو مطر أو نبات أو شجر أو بخور أو رائحة أكل لذيذ وكذلك التذوق أو ربطه بالسمع من خلال أغنية أو قصيدة قيلت في ذلك الوقت ، لأن الذاكرة السليمة لا يمكن أن تنسى فكلما يتطلبه مني الأمر مع التأمل هو التركيز لأنه إذا أغفلت ذلك فإن ثقوب في الذاكرة تأخذ في الإتساع شيئاً فشيئاً  حتى يصبح من الصعب رتقها وتكون مثل طبقات الأوزون ،وحتى أن ذلك النسيان يحدث مع الأنبياء وذلك كما قال الله لرسوله محمد عليه الصلاة والسلام” سنُقرئك فلاتنسى ” وقوله تعالى عن آدم عليه السلام “ولقد عهدنا إلى آدم من قبلُ فنسي” لذلك حينما أتأمل الوضع فإني أقوم برياضة لأجل تنشيط الذاكرة وحتى لو كان ذلك بعض الأحيان عن طريق القراءة فأجد فيها حالات تشبهني أو من خلال رؤيتي لفيلم أو حينما أكتب فإني أمنح الحرية للقلب والعقل لكي يعبر عن نفسه بواسطة القلم والأوراق وتكون جلسة عصف ذهني لهما ولقد كنت في السابق أعتقد بأنني الوحيد الذي قد شعر بمعاناة و بإنكسارات عاطفية ممن يحب أو حينما خذلت من بعض الذين ظننتهم أصدقاء وأقرباء ولكني إكتشفت مع مرور الوقت بأن ذلك من مصلحتي لأن هذه التجارب قد محصتهم وكشفتهم على حقيقتهم وقوتتي وهذه رحمة من الله لي، وكذلك أيضا البشر يشعرون مثلي بذلك ،ولذلك قد إكتفيت بالله وعوضني الله خيراً كثيراً وبأشخاص افضل، وتذكرت حينما كنت منهاراً والدموع في عيني وكنت يائساً قليل الخبرة في الحياة وفاقدا للإبتسامة والثقة في نفسي لن أنسى الأشخاص الرائعين ذو القلوب الصافية الذين قد شعروا بي ومدوا لي أيديهم الدافئة وأبتسموا إبتسامة جميلة صافية وقالوا لي : لا تهتم نحن معك قم فأنت تستطيع أن تنجح لأنك إنسان رائع ونحن نؤمن بك،عندها شعرت بأن الدنيا بخير و عادت لي الإبتسامة والثقة في نفسي ، وبعدها قررت، بأن لا أعود للألم وللأشخاص المحبطين، لذلك نحن مابين فترة وفترة نحتاج إلى التأمل لرقع ثفوب الذاكرة بتفاصيل من الأمل والتفاؤل والإيمان حتى تكون ذاكرتنا في أبهى حله وحتى لوكانت بعض هذه الذكريات مؤلمة لأننا قد إستفدنا منها كدرس وليس لأجل العيش في حالة الحزن والكآبة ولكن لأجل أن نقارن أنفسنا كيف كانت بالماضي و كيف هي الآن في الحاضر ونطور أنفسنا لتكون الأفضل من السابق حتى  نستطيع بأن نصنع ذكريات في الحاضر أجمل لكي نتذكرها نحن أو من يحبوننا بإجلال لأننا قد أبدعنا فيها ولتجعل من تلك اللحظات كلوحة جميلة موضوعة في بروازها الذهبي،تبقى محفوظة في إطارها  لكي تكون كتحفة نفيسة ولاتخرج إلا بعد سنوات في المستقبل.

سلمان محمد البحيري

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …