لاتيأس عند الإخفاق أو الخذلان

ياصديقي حينما تخفق في تحقيق هدفك،أو تشعر بصدمة أو خذلان من محب أو قريب فلا تيأس ،وأعلم بأن الله قد اختار لك الخير والخيرة والنجاح وأنه سيبدلك من حال إلى حال أفضل، فلا تجعل هذا الشيء يقتل طموحك أو شغفك أو تشكك في نفسك أو يجعلك تعمم على الآخرين بأنهم كلهم سيئون، ولكن الله سبحانه أراد بأن ينبهك وينير دربك لكي يخبرك بأن اختيارك كان خاطئاً أو تصحح اختيارك فلا تتخلى عن إرادتك أو تغير من مبادئك وقيمك لأجل خطأ في تجربة ما أو إنسان لاقيمة له ،فاستمر في تطويرك لشغفك ولاتتخل عنه واستمر في كونك جميلاً مع الآخرين ومعطاء لأن ذلك يمنحك قوة إيجابية ولا تتخلى عن طموحك وكما قال الخليفة العادل عمر بن عبدالعزيز”: إن لي نفساً تواقة؛ تاقت للإمارة فتوليتها، ثم تاقت إلى الخلافة فتوليتها، وهي الآن تتوق إلى الجنة”، ويقول أنطوني بارنيللو” إن كثيراً من الناس يمنعون أنفسهم من النجاح الذي يستحقونه لأنهم يعتقدون بأنهم ليسوا أذكياء أو ذوي مظهر جيد أو لأنهم نحفاء أو ليسوا أغنياء بالقدر الكافي ويفسر ذلك بقوله: نحن نخشى الفشل، ولكن العلماء يعتقدون إننا نستخدم اقل من 4% مما نعرفه” ولذلك لكي تؤسس الثقة في نفسك فعليك التخلص من الرعب والقلق والشك في نفسك من جهة بأنك ستفشل وليس لك حظ، ولكن عليك بأن تثق في إمكانات النفس والتخلص من كل مسببات الجبن فيها،إن خوفك من الإخفاق هو أكبر مشكلة في تحقيق النجاح لأنك بذلك تقمع نفسك وتحجمها ومن المؤسف أن الناس لا يدركون أهمية الإخفاق في التمهيد للنجاح،لأن كل نجاح عظيم لابد أن يكون قبله إخفاق أعظم، ويحتاج بأن تبذل مجهوداً مضنياً ومتواصلاً لكي تستحق النجاح وهذا ما قد قرأناه في كل سير العظماء من الرجال والنساء، لذلك ياصديقي هناك لحظات ضعف وألم و تشكيك من المحبطين واستهزاء ستمر بها ولكن لا تأبه لها وضعها تحت قدميك وأرتق عليها، لأنك إذا صححت الأخطاء وتجاوزتها ستصل للهدف و ستشعر بالقوة ونشوة الانتصار ولكن لا تستعجل واصبر وكن على ثقة في الله بأنه لن يتخلى عنك وكن على ثقة في نفسك وعليك بضبط النفس ولا تغضب لأن الغضب أو اليأس سيدمر كل شيء،لأجل ذلك أقول لك حينما تخفق أو تخذل لاتيأس  فهذا شيء طبيعي لأن بعد ذلك سيعقبه  فرج ويسر وتشعر بالمتعة وسوف ترقص رقصة الانتصار،لأنك قد تغلبت على تلك الظروف الصعبة وأكسبتك خبرة في الحياة.                             

سلمان محمد البحيري

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …