كالغرباء في الميناء

نحن جميعا نتقابل كالغرباء صدفة في رحلة الحياة على ميناء الأمل، ثم بعفوية الأطفال نفتح قلوبنا لبعض ونتكلم ببراءة ويمكن أن نثرثر ونضحك وربما قد نعتاد على بعضنا بعضاً بعد ذلك ،وتتعلق أرواحنا ببعضها ويؤدي ذلك إلى حب يسكن اعماقنا ،وقد نفترق بعد الوصول إلى الميناء الآخر في آخر الرحلة مودعين من تعرفنا عليهم على نفس الرحلة ولكننا نترك أثراً طيباً لأن النهاية هنا كانت جميلة أو تستمر العلاقة وتصبح العلاقة أقوى وتنضج وتستمر حتى العمر كله،وتقوى أكثر فتصبح الحكايات والإهتمام أكثر ونتعب لو لم نقوم بذلك،ولكن العجيب في هذه الحياة بأنه يحدث أحياناً تغير لم يكن في الحسبان ويدفع ثمنه الطرف المحب والمخلص والطيب حيث يتلقى الطعنة في قلبه جزاء له على وفاءه وحبه وإحترامه ،بينما الطرف الآخر الغرير الجاحد المكابر يرى نفسه بأنه يستحق المئات بل الألوف عنك أيها الشخص الذي قد احببته لكي يختار منهم الشخص الكامل بديلا عنك يامن أحببته بصدق ، ولكن هذا الشخص المكابر سيعرف بعد مرور الزمن وفوات الأوان بأنه لن يجد مثل الشخص الذي تكبر عليه ،ولكن بعد أن يذوق هذا المكابر الألم لأنه هناك سيصادف في حياته من يتسلى به ومن يبتزه و من هو سيء يخطط ليغدر به، لذلك هذا الطرف لن يرتاح في حياته وسيعش دوماً يظن الظن السيء في الآخرين ويصبح في قلق ووسوسه ولذلك سيعتقد دوماً بان الطرف الآخر سيء وغادر، لذلك مثل هذا الشخص سيكون دائماً موجود في الميناء ليبحث في وجوه العابرين لعله يرى الشخص الذي فقده ويستمر في قلقه وبحثه وحيرته وحسرته ويعيش نادماً مكتئبا ويبكي دوما لأنه يشعر بخواء ينهش قلبه ويصبح يشعر بجوع شديد من الشوق لايشبعه إلا ذاك الشخص الجميل والمحب الصادق والوفي الذي خذل ،ولكن من باع هذا الثمين برخيص فإن هذا الشخص الطيب المحب لن يعود وحتى لو عاد إلى هذا الميناء ورأى من باعه فإنه لن يرد عليه ولن يلاقيه بلهفه وإبتسامه والسبب لأن هذا المغرور قد تخلى عنه بدون سبب أو ذنب، لأن هذا الغرير لايعرف ماذا يريد؟!وماذا سيفعل في حياته؟! ومالشخص الذي  يسره أو يضره؟! لأنه حائر وسيصبح يعيش دوماً في دوامة عنيفة ويعد ذلك سيدرك ولكن بعد فوات الأوان بأن حياته قد ضاعت في أوهام لأنه لم يعرف أن يتخذ القرار و لايعرف إختيار مايسعده.

سلمان محمد البحيري

 

About سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

Check Also

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …