إن الفقر الحقيقي ليس فقر المال بل هو فقر الأحاسيس والمشاعر،ولذلك كان من الطبيعي بأن يعيش الإنسان بالحب مع الله ثم مع نفسه والآخرين، متفاعلاً أيجابياً مع محيطه مانحاً الحب والخير والأمل والتفاؤل، وليس بخيلاً بالكلمة الطيبة وخبيثاً يعيش بسلبيةٍ وكراهيةٍ حيث القلب الأسود، ففقر المشاعر يجعلنا نرتقي لنصبح جبابرة حتى نصل ونصبح وحوشاً،ولكن عند الضعف والإنحدار فهذا الوحش يحتاج من الآخرين بأن يتصدقوا عليه ولو بذرة اهتمام أو بابتسامة أو كلمة طيبة ولكنه لايجدها،لإنه لم يمنح الآخرين ذلك،فالجزاء من جنس العمل فالعيب ليس في الحياة أو في الزمان،ولكن العيب فينا وهو كيف ننظر لحياتنا وكيف نعيشها وماذا نعطي ؟!، لذلك كان رقي الذوق مع الآخرين أكثر أثراً، عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا تحقِرنَّ من المعروف شيئًا، ولو أن تلقى أخاك بوجه طَلْقٍ))؛ رواه مسلم” ولذلك لاتتهاونوا بالسلام والابتسامة في وجه الطفل وملاطفته أو التباسط مع الفقير والسؤال عن أحواله والابتسامة في وجهه والاهتمام به مثل عاملك أو خادمتك والتواضع معهم، فلذلك فقر المشاعر يظهر في مواقف الحياة والتي تتطلب موقفاً إنسانياً مثل حالات عجز كبير السن،وبكاء اليتيم وجوع المسكين،والفقير الذي دخل السجن لأجل دين وأنين المريض،فينظر لها فقيرالمشاعرعلى أنها معاناة شخصية ولادخل لها بها،لأنه قد افتقد الحب والرحمة والإحساس والمشاعر الإنسانية فعن النعمان بن بشير -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله ﷺ: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى».
سلمان محمد البحيري