طالما العقل كان ينصح القلب كثيراً ويقول له إحذر إنها تتسلى بك كما تتسلى بالآخرين أو ستغدر بك و ستتألم كثيراً، فقال القلب أنت أيها العقل لاتعرف شيئا عن الحب فأنت دوماً تحب أن تعقد الأمور وتقيسها بالقلم والمسطرة، وكان القلب يكابر برغم أنه قد تألم كثيراً منكِ بسبب قسوتكِ عليه وتجنيكِ عليه وإهمالكِ له ولم تقدري مشاعره نحوكِ ، ولكن بعدما جرح منك آخر مرة ونزف كثيراً شعر بصدمة ودخل في غيبوبة وأنهار وأخذت أسهر عليه حتى أصبحنا صديقين وعقدنا هدنه لكي نتعاون معاً وبصفتي العقل الذي يخاف عليه صرت أداويه بالإيمان والأمل والتفاؤل والتأمل وأجريت له عملية غسيل وتنظيف وتطهير للجراح المزمنة الغائرة بالداخل وأصبح القلب يتعافى تدريجياً حتى صار يدرك بأنه لاحظ له في الحب برغم أنه طيب وحنون وغير قاسي ولا لئيم أو خبيث ،فكلما منح الحب يقابل بالجحود أو الغدر حتى تحول القلب إلى صخرة بلا أحاسيس ومشاعر بسببكِ ،إنه الآن قد تشافى من حبكِ وهذه هي أخباره.
سلمان محمد البحيري