هذه هي أخباره

طالما العقل كان ينصح القلب كثيراً ويقول له إحذر إنها تتسلى بك كما تتسلى بالآخرين أو ستغدر بك و ستتألم كثيراً، فقال القلب أنت أيها العقل لاتعرف شيئا عن الحب فأنت دوماً تحب أن تعقد الأمور وتقيسها بالقلم والمسطرة، وكان القلب يكابر برغم أنه قد تألم كثيراً منكِ بسبب قسوتكِ عليه وتجنيكِ عليه وإهمالكِ له ولم تقدري مشاعره نحوكِ ، ولكن بعدما جرح منك آخر مرة ونزف كثيراً شعر بصدمة ودخل في غيبوبة وأنهار وأخذت أسهر عليه حتى أصبحنا صديقين وعقدنا هدنه لكي نتعاون معاً وبصفتي العقل الذي يخاف عليه صرت أداويه بالإيمان والأمل والتفاؤل والتأمل وأجريت له عملية غسيل وتنظيف وتطهير للجراح المزمنة الغائرة  بالداخل وأصبح القلب يتعافى تدريجياً حتى صار يدرك بأنه لاحظ له في الحب برغم أنه طيب وحنون وغير قاسي ولا لئيم أو خبيث ،فكلما منح الحب يقابل بالجحود أو الغدر حتى تحول القلب إلى صخرة بلا أحاسيس ومشاعر بسببكِ ،إنه الآن قد تشافى من حبكِ وهذه هي أخباره.

سلمان محمد البحيري

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …