دائماً ما أحتفظ معي بورقة في جيبي وبنوتة صغيرة في سيارتي ،و بقرب سريري وفي مكتبي المنزلي وفي مكتب العمل ، لكي أذا جأتني لحظة التجلي من خلال فكرة أبادر بتسجيلها على الفور، لكي لا تتفلت مني كتفلت الأبل في البراري ،ولكن في بعض الأحيان يخونني التعبير و يخذلني القلم وترفض الفكرة بان تومض في عقلي ،وتتمرد الكلمات ولا تريد بأن تتحدث إلي،برغم وجود الهدوء وكوب القهوة والاجواء تكون مواتية لذلك ، ولكن لا أدري هل هو بسبب إنشغالي بمعاناة الاهل الصحية، أم أن الخوف والقلق هو الذي يدفعني إلى الأحجام عن ذلك، لذلك ألجئ لله ثم لقراءة بعض الكتب وبعد ذلك أشعر بالأرتياح وأن القراءة قد أنقذتني من هذا المأزق حيث تأخذني إلى عالم جميل أحياناً يكون حقيقياً وأحياناً يكون من الخيال، فأشعر بان روحي خفيفة حرة طليقة تحلق عالياً وتتنفس من الحروف والكلمات وقصص الكتب والروايات ،وأرى بأن مفردات كلماتي قد أرتقت وأصبح لها بعداً عميقاً وصرت أملك أدوات جميلة جديده في الصور التعبيرية وأصبح لدي ثقافة ملؤها الشغف بعالم الكتابة والقراءة واللذين يتناغمان فيما بينهما، لذلك حينما تضرب الكتابة عن الكلمات هو لكي تجبر الكاتب على القراءة، لذلك فالقراءة كانت تنقذني إذا خانني القلم لكي لا أكون مملاً للقراء من تكرار كلماتي ثم بعدها بفترة بأيام وربما شهر أشعر في بداخلي بنور التجلي ويحضر شغف الكتابة من جديد وبعدما أكتب أشعر بإرتياح كبير، فالكتابة لها تأثير سحري علي حيث أنها تشفي روحي من الهموم و أوجاع الحياة.
سلمان ن محمد البحيري
شاهد أيضاً
حكاية باب!
لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة لتحديد ملامحي النهائية. كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …