القلب كالطفل الغرير

القلب مثل طفل غرير إذا لفت نظره شيئاً ،فإنه يحب أن يمسكه حتى لو كان جمراً ليس شجاعةً منه، ولكن جهلاً بأنه سيحرق يده، لأنه غرير لم يتعلم من تجارب الحياة، والقلب يظن بأن العالم كله جميل و يرتدي زياً أبيضاً عنوانه البراءة والحب والسلام ولكنه حتماً سيخذل فيُجرح ويتألم،أما العقل هو ذلك الرجل الحكيم الراشد ، الذي يحسبها ألف مرة قبل الإقدام على أي فعلة ، فلذلك بعض الأحيان القلوب تضل بسبب العواطف ،ولكن الحكمة في هذه الحالة بأن نجعل قلوبنا تحت أقدام عقولنا  لتربيتها وتأديبها فكم من شخص قدم القلب على العقل فكان مصيره الجنون ومطاوعة القلب في كل شيْ هو إتباعاً للهوى، عَنْ أَبِي الْحَكَمِ عَنْ أَبِي بَرْزَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّمَا أَخْشَى عَلَيْكُمْ شَهَوَاتِ الْغَيِّ فِي بُطُونِكُمْ وَفُرُوجِكُمْ وَمُضِلَّاتِ الْأَهْوَاءِ» ،وقال علي إبن أبي طالب رضي الله عنه- : إن أخوف ماأخاف عليكم اتباع الهوى وطول الأمل،أما اتباع الهوى فيصد عن الحق ، وأما طول الأمل فينسي الآخرة ، وقال بعض السلف: “إذا أشكل عليك أمران لا تدري أيهما أرشد فخالف أقربهما من هواك ، فإن أقرب ما يكون الخطأ في متابعة الهوى” وقال بشرالحافي رحمه الله ورضي عنه “البلاء كله في هواك والشفاء كله في مخالفتك إياه” وقد قيل للحسن البصري رحمه الله : “يا أبا سعيد أي الجهاد أفضل؟! قال جهادك هواك”.

سلمان محمد البحيري

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …