عندما لمح الرئيس الإيراني بالتهديد إلى قدرة بلاده على إقفال مضيق هرمز لكي يتم منع تصدير النفط من الدول المجاورة إذا ما استجابت هذه الدول لأميركا بسبب العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الأخيرة على إيران ،ولكن جاء الرد الأميركي من القيادة المركزية سريعاً مؤكداً بقدرة الولايات المتحدة وحلفائها على توفير الأمن في المنطقة وضمان تدفق النفط لدول العالم المستفيدة، ولكن طهران سرعان ما تراجعت عن تهديدها وقالت إن الرئيس روحاني لم يكن يقصد بكلامه إطلاق التهديدات، والمتتبع لتاريخ إيران يجد أنها دائما تطلق هذا التهديد فقد سبقه عدة تهديدات منذ قيام ثورة الملالي منذ العام 1979م ولكنها لم تنفذها حتى في حربها مع العراق والتي استمرت ثمانية أعوام، ولذلك المملكة لديها عدة خيارات، كما أن إيران لا تستطيع فعل ذلك؛ لأنها ستغضب الدول العظمي المستفيدة من تدفق إمدادات النفط وستحارب العالم لأنها ستتسبب بحرمان أميركا والاتحاد الأوروبي والصين والهند واليابان وكوريا وسنغافورة ولو فعلتها إيران سيؤدي ذلك لارتفاع برميل النفط إلى 200 دولار وسيشجع الصقور في الإدارة الأميركية إلى المطالبة بضربات عسكرية ضد إيران لتغيير النظام وإيران ستعرف بأنها لو استخدمت صواريخها سيطبق عليها البند السابع وليس من صالح إيران الحرب لأجل الهروب من مشكلاتها الداخلية، لأنها ستقع في مشكلات أكبر وخاصة أن الدول والشركات الأجنبية قد أخذت بالانسحاب من إيران خوفاً من تعرضها لعقوبات تجارية، فلذلك الأفضل لإيران بأن تعقد اتفاقية مع أميركا والانسحاب من العراق وسورية واليمن وكف الدعم عن الجماعات الإرهابية العابرة للحدود، والإنكفاء على نفسها لبناء اقتصادها لرخاء شعبها وبذلك تعود إيران دولة صالحة بدلا من أن تكون مارقة.
سلمان محمد البحيري