لا بد من الألم لأتعلم

حينما تضيق بي الدنيا من كل جانب، فإنني ألتجئ إلى الله؛ لأن لدي يقينا بأنه سيُخرجني مما أنا فيه، سواء كان ذلك قريباً أو بعد حين، ولن يخذلني، من خلال مصاعب الحياة التي أمر بها، أو الخذلان أحياناً الذي أواجهه من أشخاص قد فتحت لهم قلبي، أو حينما أفشل في الوصول إلى بعض الأهداف التي أريد تحقيقها، فكل هذه الأمور يبتليني الله بها بين حين وآخر؛ لكي يجعلني أتعلم كيف أتجاوزها بمعونته، ثم أكتشف بعد ذلك أن شخصيتي قد نضجت عن قبل، وأشعر بسعادة؛ لأنني انتصرت على هذه المشكلات التي صادفتني في طريق الحياة، وكل هذا ثقة بربي ثم ثقة بنفسي، وحينما أعتزل لكي أتأمل وأُحدِّث نفسي وأحاسبها وأقول: لماذا فعلوا بي ذلك؟! هل أخطأت في حق أحدهم؟! أو قصرت معه؟! فأجدني لم أسئ لأحد منهم، ولكني أجد نفسي كنت إيجابياً معهم، كما أجد نفسي قد ساعدت أشخاصا كثيرا لله في حياتي؛ لكي يتجاوزوا ظروفهم الصعبة، لدرجة أن بعضهم قد رَبَتُّ على كتفه محاولاً أن أرفع من معنوياته، ولكي أخفف عنه، وأقف إلى جانبه ليتجاوز محنته. فبعدما أستعرض ما قد عملته مع الآخرين في حياتي، أجدني كنت إنساناً رائعاً؛ بحيث إنني لم أجرح أحداً، ولم أؤذِ أحدا، بل إذا أساء إليَّ أحد فلا أحاول أن أرد الإساءة إليه بمثلها، ليس ضعفاً أو عجزاً؛ ولكن لأنني قد رُبِّيت على ذلك، ولكيلا أسمم حياتي حينما يراودني شعور بالكراهية والحقد والانتقام، لذلك أتركها لله، وأصفح عمن أساء إليَّ لله؛ ليرفع من درجاتي عنده، ويعوضني بما هو خير من ذلك بكثير، لذلك بعد هذا التأمل والتفكير العميق، أجدني أشعر بالارتياح؛ لأنني مرتاح الضمير والبال، وأعيش سعيداً، وأنام وأنا مرتاح، وليس في قلبي غِل أو حسد أو كُره أو غضب على أحد، بل إن همي هو كيف أكون أفضل عند الله، ثم أكون راقياً عند نفسي، وكيف أسعد روحي، وأركز على هدفي من دون أي شيء يشوش تفكيري، كما أدركت أنه يجب عليَّ أن أمر بذلك في طريق الحياة، ليجعلني الله أتألم وأتعلم، وأنه لا بد لي من الصبر والحلم والتسامح والتغابي أحياناً؛ لكي تستمر حياتي، وأكون سعيداً في الحياة.

سلمان محمد البحيري

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …