أصبحت في السنوات الأخيرة أفضل العزلة حيث أكون فيها قريباً من الله ثم من نفسي وقد تسبب ذلك بأن أصبحت أقرأ كثيراً وأكتب خواطري في دفتر خاص في بادئ الأمر حيث بوح النفس وخواطرها ثم أنشات بعدها بفترة مدونة ألكترونية في عام 2014 بشهر مارس وأصبح إنتاجي غزيراً في كتابة الخواطر و الأقصوصة ثم القصة القصيرة ثم القصة المتوسطة فالرواية،وقد تعلمت من الكتابة بأن الحروف كالماء والكلمات كالجداول والأنهار والأوراق هي الأرض التي ينثر فيها الكاتب بذور إبداعه لكي تخرج بعد ذلك زهوراً جميلة وثماراً يانعةً، وتعلمت بأن الكتابة هي أن تجعلها تلامس حيوات الكثير وأن ما أكتبه لم يتأتى إلا بقراءة بعض الكتب والروايات وتعلمت من خلالها بأن كاتب الرواية لابد أن يكون غواص ماهر له نفس طويل ولديه عمق في الكتابة ويحسن إستخدام التفاصيل من خلال معلوماته العدة في العلوم الحديثة والفلسفة والتاريخ والفكر والفنون والإقتصاد وعلمي النفس والإجتماع، مع ربط الأحداث في سرد جميل لايخلو من التشويق والإثارة مع الغموض لكي يستطيع أن يشد القارئ لكي يشبع فضوله ليعرف الحقيقة والنهاية كيف ستكون، وكنت أدخل المكتبة وأقرأ في كتاب أو رواية ثم بعدها أكتب بالساعات ولا أشعر بالوقت ثم أجد نفس وقد نزلت من على الأريكة وجلست على الأرض لذلك أصبحت في السنوات الأخيرة بيتوتياً ووحيدأ ولكني برفقة أحبتي الكتب ولا أشعر بأني غريب عنهم لأنهم أصدقائي الذين لا يتغيرون علي حيث أن بيننا تفاهم وتناغم غريب ولقد تعرفت من خلالهم على أسماء ومعلومات وكلمات ودول ومدن وأماكن وحضارات وعلماء وعظماء لم أكن أعرفهم من قبل وعند القراءة كنت أستمتع بسماع الموسيقى الكلاسيكية أو موسيقى الطبيعة حيث صوت أمواج البحر وأغاني الطيور مع صوت الرياح وحفيف الأشجار وصوت المطر حيث اشعر وكأني في موجوداً في الطبيعة وأنا أقرأ حيث الشعور بالسعادة وكأن لي جناحان أحلق عالياً في سماء تزينها الغيوم وقوس قزح وحينما أكتب أشعر بأني في يوم ربيعي جميل مع نسيمه العليل وأنا منتشي وكأني أشم رائحة الزهوروأنا في هذا الحال ليلا لساعات أحيانا يغلبني النعاس ولا أشعر إلا بأذان الفجر أو صوت المنبه،لقد إستمتعت بهذا النوع من الحياة لأنه ينسيني الكثير من الهموم ويخفف عني من التفكير في أعباء المسؤوليات ،ويجعلني في عالم آخر جميل لذلك أصبح لدي شعور زائد بالأمل والتفاؤل والإيمان وبأن الحياة جميلة وأصبحت أقول للناس من خلال ماأكتبه بأن الحياة جميلة تستحق بأن تعاش،وأذكرهم بأن لها فرص أخرى وبأنها يممكن بأن تصبح جميلة مرة أخرى إذا أردنا ذلك، والسبب لأنني أعلم بأن هناك بعض الناس قلوبهم مجروحة والبعض الآخر أحلامهم تعثرت،ولكني أقول لهم فقط أنكم تحتاجون للثقة في الله ثم الإرادة الصلبة والثقة في أنفسكم والأمل والتفاؤل، لكي أعيدهم إلى هذه المشاعر الجميلة لكي يبتعدوا عن التوتر والقلق من المستقبل ونسيان جراح الماضي والآلامه مع الإستفادة من دروسه ،لذلك هم يكونوا متقبلين بسعادة بقراءة ماأكتبه بشغف وفي نفس الوقت بإمتنان لأن أرواحهم تكون حينها جائعة إلى الجمال الذي أتكلم عنه وأحاول بأن أمدهم بالطاقة الإيجابية لذلك أعتبر بأن الكتاب والشعراء والفنانون من رسامون وموسيقيون هم من يحركوا الروح الإنسانية ويمدونها بالطاقات الإيجابية وجعلها تحس بالجمال الداخلي والجمال الموجود في الحياة لكي يجعلوا الناس يتفاعلوا معهم لدرجة السعادة بهذا الجمال، لذلك هم يقودوا حركة الفن التنويري للحضارة الإنسانية في كل زمان، لإنهم يعبروا عن طاقات من داخل النفس البشرية فيصبح هناك إنفتاح على الآخرين ونكشف أنفسنا لكي نظهر ذاتنا على الشعوب الآخرى إذا هو هذا تراثنا الثقافي الذي يقدم حقيقتنا نحو العالم ليكتشف قيمنا وعطائنا الإنساني لنقول للعالم نحن هنا وعلى قيد الحياة.
سلمان محمد البحيري
شاهد أيضاً
حكاية باب!
لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة لتحديد ملامحي النهائية. كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …