يابني لديك في الحياة خياران، الأول هو أن تستسلم للآلام وتشتكي بأنك ضحية وتحكم على الحياة من هذا المنظار الأسود وتتباكى كل يوم على حظك السيء في هذه الحياة، وتشتكي من ظلم الناس وقسوتهم عليك ولا مبالاتهم بآلامك وبنواياك الطيبة، وأنت بذلك تكون صادقاً،ولكنك يابني ستكون بذلك شخصاً ضعيفاً و خوائياً منفراً، لأنك دائم الشكوى مثيراً للشفقة وعالة على غيرك، أما الخيار الثاني فهو أن تتقبل قضاء الله وتقول الحمد لله على كل حال بصدر رحب ولا تبالي بذلك، ولا تيأس وتحاول إصلاح أخطائك وتضع في بالك بأنك لست الوحيد الضحية الذي يعاني وذلك لسبب بسيط وهو أن كل الناس تعاني، فلذلك أرفق بنفسك و لا تلمها ولا تعذبها وتحملها مالا تطيق،لأن كل شخص لديه نصيبه الذي يكفيه من الهموم والمعاناة المهم لاتستسلم وواصل تحقيق هدفك دون خوف من الفشل، لأنه جزء من النجاح وشيء طبيعي فالمهم ثق في الله ثم في نفسك ومن الطبيعي بأن تتألم وتتعب لكن المهم بأن تحسن ظنك في الله ما استطعت إلى ذلك سبيلاً وأنك ستتجاوز ذلك بعد حين وذلك لقول الله في حديث قدسي حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ – وَاللَّفْظُ لِقُتَيْبَةَ – قَالَا: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: يَقُولُ اللهُ :” أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ حِينَ يَذْكُرُنِي،،،” لذلك ثق بأنك ستتجاوز الفشل و ستنجح وستصل في آخر الطريق وأنت مبتسم في وجوه الآخرين.
سلمان محمد البحيري