لقد جربت الدول العربية الأتحاد مع بعضها وذلك مثل الإتحاد الذي قد كان مابين مصر والسودان في عهد الملك فاروق ثم الإتحاد بين مصر وسوريا في عهد عبد الناصر ثم ماتلا ذلك اتحاد لدول مجلس التعاون والمتمثل في السعودية والكويت والإمارات والبحرين وقطر وعمان ثم إتحاد التعاون العربي مابين العراق ومصر والاردن واليمن وفلسطين واتحاد المغرب العربي والمتضمن ليبيا وتونس والحزائر والمغرب وموريتانيا ، ولكن هذه الاتحادات كلها قد فشلت ولم يصمد منها لفترة اطول إلا مجلس التعاون الخليجي ،لأن دويلة قطر كانت تقوم بأدوار مشبوهة حيث كانت من عشرين سنه بمثابة الخنجر المسموم في خاصرة دول مجلس التعاون ثم الوطن العربي حيث كانت عميلة للصهيونية وايران لأجل إسقاط الانظمة العربية وإخلال الامن بها لصالح هذه القوى الاجنبية للإستيلاء خيراتها، ولذلك فقد قررت بعض الدول العربية والمتمثله في بعض دول الخليج مثل السعودية والإمارات والكويت البحرين والدول العربية مثل مصر والسودان إلى التضامن مواجهة الخطر الذي يحدق بالأمن العربي وكان من ثمار ذلك قيام عاصفة الحزم لمواجهة المحتل الصفوي وأذنابه ثم مقاطعة قطر لأنها تمول الأرهاب الذي ترعاه إيران في المنطقة والمتمثل في الكيانات الأرهابية التي تحارب عن ايران بالوكالة مثل داعش والقاعدة والحشد الشعبي وحزب اللات والحوثي وفيلق القدس وغيرها لإحداث الفوضى الشاملة في المنطقة وبل وصل ضررها إلى دول العالم ومنها أمريكا واوربا، وكل ذلك بسبب ان الإداراة الامريكية السابقة قد تهاونت في منع النظام الإيراني في مجازره التي قام بها ولكن كافأته في الإتفاق النووي في مجموعة ٥+١ ولكن حينما جاء ترامب قرر إلإنسحاب من الإتفاق النووي لأن أيران قد خرقت الاتفاق كثيراً كما قررالتعاون مع السعودية في حلف لمواجهة ايران والارهاب الذي ترعاه من خلال تحالف دولي وتحالف اسلامي ايضا لمواجهة هذا الخطر المتمثل في المد الصفوي الايدولوجي الذي مشروعه الجوع والفقر والدمار والخراب والقتل والتشريد والتخلف في المنطقة والعالم ، فلذلك كان من الواجب على هذه الانظمة العربية وشعوبها الوحدة و الانتفاضة ومواجهة المحتل الصفوي الذي احتل اربع عواصم عربية لكي يثم تحريرها من الغاصب ومواجهته سياسيا واقتصاديا وعسكريا واعلاميا، لذلك فشل دول مجلس التعاون على مدى اكثر من عقدين لتحقيق طموحات شعوبها حيث كان الانجاز الوحيد هو الدخول فيما بين هذه الدول بالهويات الوطنية فقط وقد رفضت بعض دول مجلس التعاون فكرة الإتحاد الكونفدرالي في ما بينها الذي دعى له الملك عبدالله رحمه الله نظرا لظروف الخطرة المحيطة بالمنطقة لمواجهة التمدد الفارسي ،ولذلك كان التعاون الاستراتيجي من خلال مجلس التنسيق مابين السعودية والامارات و السعودية الكويت و السعودية والبحرين ليعطي انموذجا وقدوة في الاتحاد والتعاون المثمر، وهو ليس إتحاد للشعارات ولكن من خلال التعاون الاستراتيجي اقتصاديا وعسكريا وسياسيا وللقيام بمشاريع تنموية مشتركة لينعكس ذلك على تلك الشعوب فهذا هو التعاون والاتحاد المثمر وهذا هو المشروع العربي الناجح والمتمثل في مدينة نيوم وغيرها والتي ستقوم مابين الامارات والاردن ومصر والسعودية والكويت ، فالشعوب العربية قد ملت من الشعارات الكاذبة والعداوات والخيانات والمتاجرة بالدين والتي كانت منذ فترة الستينات وحتى عصرنا الحاضر.
سلمان محمد البحيري
سلمان محمد البحيري