بعدما أعلنت الولايات المتحدة فرض عقوبات إقتصادية على ايران، وطلبت من حلفائها ودول العالم بأن يخفضوا من إستيراد النفط الايراني الى درجة الصفر وعدم التعامل معها إقتصادياً وإلا ستكون هذه الدول معرضة للعقوبات،على أن يكون ذلك إبتداءً من الرابع من نوفمبر تشربن الثاني،لأجل كبح لجام إيران لسلوكها الداعم للارهاب ومنظماته العابرة للحدود في المنطقة والعالم، ولذلك هددت ايران بإغلاق مضيق هرمز وحرمان دول الخليج من تصدير النفط بعدما إتصل الرئيس الأمريكي ترامب بالملك سلمان لأجل تغطية هذا العجز في السوق النفطي وعن مدى استطاعة السعودية القيام بذلك، وقد وافق الملك سلمان على ذلك لأن السعوديه لديها القدرة والخبرة وخيارات لتصدير البترول عند إغلاق مضيق هرمز أو باب المندب، لأنها منذ عقود كانت تملك خط من الأنابيب يسمى التابلاين Tapline وهو خط أنابيب نفطي كان يمتد من القيصومة جنوب شرق حفر الباطن شمال المنطقة الشرقية ويمر عبر الأراضي الاردنية وعير الجولان في سوريا ليصل إلى ميناء صيدا في جنوب لبنان، وإسم تابلاين هو إختصار لعبارة بالانجليزي Trans arabian pipeline وبالعربي معناه خط الأنابيب عبر البلاد العربية وكان الغرض من إنشائه هو لأجل نقل النفط السعوديه إلى الدول المستهلكة للبترول في كل من أوربا وأمريكا من خلال البحر الابيض المتوسط ، وكان قد بدأ إنشاؤه في عام ١٩٤٨ بطول ١٦٠٠ كم بأمر من الملك عبدالعزيز-رحمه الله- وقد تم إنشاءه بشراكة مابين شركة أسو وشيفرون وتكساكو وموبيل وقد عمل على إنشاءه حوالي ١٦٠٠٠الف عامل وبتكلفة قدرها ١٥٠ مليون وتم الإنتهاء من إنشاءه في عام ١٩٥٠م ولقد كان يتم التصدير منه عن طريق صيدا ولكن تم إيقاف الضخ إلى صيدا بعد الإحتلال الإسرائيلي لهضبة الجولان والذي كان يمر بها خط التابلاين وذلك في عام ١٩٦٧م وتم التعويض عن ذلك بقيام ناقلات نفط ضخمة تابعة لأرامكو بنقل النفط السعودي إلى الاسواق العالمية ،وفي عام ١٩٨١م تم إنشاء خط انابيب لينقل النفط من مدينة ابقيق في الشرقيه إلى ينبع في الغرب على البحر الاحمر بطول ١٢٠٠ كيلو متر وقد سمي خط شرق غرب حيث تبلغ طاقتة الإستيعابية ب ٧ مليون برميل يومياً حيث أنه البديل الاستراتيجي لموانئ السعودية المطلة على الخليج العربي،بحيث يمكن لناقلات النفط أن تحمل شحنات من ينبع الى اوربا وامريكا الشمالية وان توفر ٧،٤٠٠ كيلو متر في كلا من رحلة الذهاب والأياب بدون أن تحتاج إلى الإبحار إلى الخليج العربي وهذا الذي جعل من السعودية كمركز إستراتيجي بحيث تستطيع أن تؤمن للدول المستهلكة بما تحتاجه من النفط حيث قد جربها العالم عند الحرب العراقية الايرانية وفي ازمة الخليج وكذلك حينما تم الاطاحة بالعقيد القذافي وأنقطع النفط الليبي عن السوق، حيث كانت سياسة الرياض دوماً توكد حرصها على سد النقص وإستقرار أسعار سوق النفط والتوازن مابين العرض والطلب ، لذلك كان الخاسر الاكبر في العقوبات الإقتصادية هي إيران نتيجة للسياسة الرعناء القائمة على الأرهاب والقمع والطائفية التي تتبعها في داخل ايران وخارجها لذلك أصبح هذا النظام منبوذاً ومكروهاً داخلياً واقليميا ودولياً لأنه لا يحمل مشروع إنساني يبني ولكنه مشروع طائفي للكراهية والتفرقة والفقر والجوع والقتل والهدم والتشريد قائم على التوسع والفاشية والتدخل في الشؤون الداخلية للدول وإستنزاف خيراتها حينما يسمح له بالدخول فيها.
سلمان محمد البحيري
شاهد أيضاً
حكاية باب!
لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة لتحديد ملامحي النهائية. كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …