أحمد سرور- سبق- الرياض:
ما زالت ظاهرة تفشي وتعاطي المخدرات والسهر تلقي بظلالها على الوسط الرياضي.
“سبق” تسعى من خلال الاستطلاع الآتي تسليط الضوء مجدداً على هذه الظاهرة السلبية، التي قد تقضي على مستقبل الرياضة السعودية؛ فاللاعب المحترف يجد نفسه فجأة غارقاً في المغريات المادية؛ إذ تصل العقود إلى ملايين الريالات؛ وبالتالي لا توجد إدارة أموال حتى يتفرغ اللاعب للعب داخل الميدان، ويبدأ اللاعب ينزلق في مغريات الحياة، ومنها آفتا المخدرات والسهر.. وهذه المنزلقات تؤدي للقضاء على المواهب وعلى مستقبل الرياضة السعودية.
العقود المرتفعة هي السبب
يطالب عضو شرف نادي الهلال المعروف، الأمير عبدالله بن مساعد، من خلال صحيفة “سبق” مجدداً، بالاستفادة من التجارب الناجحة في العالم عندما نتعرض لمشاكل جديدة في عالم الرياضة.
وذكر: يدور حالياً في الوسط الرياضي نقاش عن بعض هذه المشاكل، منها ارتفاع أسعار عقود اللاعبين وانخفاض أسعار اللاعبين بعد توقيع العقود معهم؛ وذلك لأسباب كثيرة، منها ما يُتداول الآن من وقوع بعض اللاعبين في بعض الأمور السيئة كتعاطي الحشيش وغيره.
وأضاف: من أنجح الاتحادات في العالم تعاملاً مع هذه المشكلات اتحاد كرة القدم الأمريكية، الذي يتعامل مع هذا الأمر بالوقاية أولاً ثم بالعلاج. فالوقاية تكون بأن يُفرض على كل المحترفين الجدد الالتزام بحضور المحاضرات التي يُجريها الاتحاد نفسه عن كل المغريات والمشاكل التي تُواجه اللاعبين. وهذه المحاضرات – بالمناسبة – لا تتوقف على مثل هذه العادات السيئة والخطيرة مثل الحشيش والمخدرات، بل حتى تشمل المغريات الأخرى، وكذلك على المشاكل المالية التي قد تُواجه هؤلاء اللاعبين من أخطاءٍ يرتكبها بعضهم، مثل الوقوع في استثمارات خاسرة تذهب بأموالهم، وكذلك البذخ في السيارات وغيرها، إضافةً إلى الانتهازيين الذين يُحيطون باللاعبين لاستغلالهم في شتى المجالات.. ويُلقي لاعبون سابقون تعرضوا لمثل هذه المواقف محاضرات بهذا الخصوص.
وتابع: المشاكل المالية أمرٌ خطيرٌ يواجه اللاعبين؛ إذ أشارت بعض الدراسات إلى أن هناك أكثر من 50 % من اللاعبين، وبالرغم من حصولهم على ملايين الدولارات، يُعلنون إفلاسهم بعد سنواتٍ قليلةٍ من اعتزالهم.
وعن الحلول لهذه المعضلة قال الأمير عبدالله: “بالنسبة لعلاج مشاكل الحشيش والإدمان على الكحول يقوم الاتحاد بإجراء فحوصات على عينات عشوائية من اللاعبين غير مرتبطة بأوقات المباريات، وعند وقوع أحد اللاعبين في هذه المحظورات يقوم الاتحاد بتوجيه تحذير سري له، ثم يخضع لمرات فحصٍ أكثر، فإذا تكررت المخالفة يتم إيقافه لمدة ربع موسم تقريباً، ثم إن تكررت يتم إيقافه لموسمٍ كامل.
مراقبة الله هي الحل
وفي هذا الشأن يوصي الداعية المعروف الشيخ الدكتور عائض القرني الشباب الرياضي من خلال “سبق” قائلاً: “إخوتي الرياضيين.. أنتم مسلمون، وأوصيكم بتقوى الله – عز وجل – ومراقبته. وأنتم تعلمون أن المخدرات سلاح دمار شامل لعقولكم ودينكم.. أناشدكم بالله أن تحفظوا دينكم وعقولكم وشبابكم، والابتعاد عن هذه الآفة، وأن يقف كل شاب وقفة الغيور على دينه أولاً، ومن ثم على نفسه ووطنه”.
طالبت بالكشف عن الكحول
من جانبه كان نائب رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم رئيس رابطة المحترفين محمد النويصر قد طالب لجنة الاحتراف بوضع بند في عقود اللاعبين المحترفين، يتضمن كشف اختبارات (الكحول) لأكثر من مرة خلال الموسم الواحد، على أن تقوم لجنة الانضباط بإصدار عقوبة في حق أي لاعب محترف، تثبت التحاليل أنه متعاط للكحول.
وأبان “النويصر”: “هذا الإجراء يطبق في جميع الدوريات المحترفة على مستوى العالم، وبالأخص في الدول المتقدمة كروياً”.
واستشهد رئيس الرابطة قائلاً: “عندما كنا في نادي مانشستر الإنجليزي على هامش تدشين شراكة الاتصالات السعودية مع هذا النادي، سألت القائمين عليه، وأفادوا بأنهم يقومون بإجراء الكشف أو التحليل على اللاعبين كافة بصورة دورية؛ لذا أنا أطالب بتطبيق مثل هذا الكشف على أرض الواقع وبشكل دوري وعشوائي”.
“بحرقة وألم يعتصرني على أبناء بلدي الرياضيين، والحال التي وصلوا إليها من تعاطي المخدرات، خاصة الحشيش، كان لا بد من تحريك المياه الراكدة”. بهذه الكلمات بدأ قائد المنتخب السعودي السابق فؤاد أنور حديثه لـ”سبق” مجدداً طلبه بتدخل الجهات الرسمية لحل هذه القضية التي تفتك بجيل المستقبل.
وأضاف “أنور”: “نحن مجتمع محافظ، واكتسبنا ذلك من تمسكنا بكتاب الله وسُنة نبيه، وهذا يعني أنه لا حياء في الدين والدنيا؛ فقد نوقش في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم الزنا والشراب (الخمر)؛ وبالتالي كان لا بد من طرح قضية المخدرات والرياضيين على طاولة النقاش؛ والهدف من ذلك هو المعالجة، ووضع الحلول، وليس التشهير”.
وأضاف “أنور”: “لاحظنا في السنوات العشر الماضية إعلان إيقاف بعض اللاعبين كعقوبة، ولكن لم يعلن ما المادة المحظورة التي تناولها اللاعب، وهذا من أجل أخذ الحيطة والحذر، وعدم الوقوع في هذه الآفة. كما أنه لا يُعلن حفاظاً على العائلة، بينما الاتحاد الدولي يقر إعلان العقوبة التي قد تصل إلى أربع سنوات”.
وطالب “أنور” بتكثيف برامج التوعية لبتر هذه الآفة ومحاربتها، مثلما تمت محاربة قضيتَي التفحيط والدرباوية، والتوعية يجب أن تكون مشتركة من قِبل اتحاد القدم والأندية والمدارس والجامعات، وتكثيف المحاضرات؛ فالنشء يحتاج إلى ذلك وأكثر.
الاحتراف تحوَّل إلى انحراف
اللاعب (الدولي) المعتزل سعيد العويران يشير إلى أن رفقاء السوء هم من يوقعوا الرياضي في ضحل المخدرات؛ لذا لا بد من تفعيل الأنشطة الثقافية والاجتماعية في الوسط الرياضي بشكل أكبر.
وأضاف “العويران” خلال حديثه لـ”سبق”: “لا بد من تفعيل الأنشطة الثقافية والاجتماعية في الوسط الرياضي بشكل أكثر؛ فتثقيف الرياضي يعدّ جانباً مهماً، ويقع ذلك على عاتق الأندية واتحاد القدم، إلى جانب نشر الوعي في المدارس والجامعات، والتحذير عن هذه الآفة التي تقتل الإنسان، وتدمر حياته ومجتمعه”. وتمنى “العويران” ألا يتحول الاحتراف إلى انحراف!
الإعلان عن المتعاطي دولياً
وقال الأمين العام للجنة المنشطات السعودية عبدالعزيز المسعد إنه لا بد من الإعلان عن اللاعب المتعاطي مستقبلاً، حسب النظام الدولي، مشيراً إلى أن تكثيف المحاضرات والتوعية الشاملة من خلال وسائل الإعلام هدف رئيس للجنة.
وأضاف “المسعد” لـ “سبق”: “الحمد لله هذا الموسم لم يتم إثبات حالة تعاطٍ إلا لحالة واحدة في لعبة رفع الأثقال. وعموماً، أغلب الحالات التي تم الكشف عنها خلال الأعوام الماضية كانت حالات تجهل تناول بعض الأدوية لعدم وضوح الصورة لدى اللاعب عن الأدوية المحظورة، خاصة أثناء المباريات الحاسمة. ونحن نطالب وسائل الإعلام بمختلف قنواته بتوعية الرياضيين، وفتح آفاق التواصل بيننا من أجل المصلحة العامة”.
المصدر سبق