كنت أعتقد بأن الضحكة واحدة ،هي التي تنبع من القلب فقط وتدل على السعادة ، ولكن عندما كبرت عرفت بأننا نضحك ونحن نتألم لكي نداري ذلك عن الآخرين خوفاً من الشامتين والحاسدين، وأصبحنا نضحك لأننا قلقون ولكي نغطي على توترنا، وصرنا نضحك في المناسبات الاجتماعية كمجاملة لهذا الشخص أو ذاك، فصارت ضحكاتنا في غالبيتها خادعة ومتصنعة لأنها غير حقيقية كما أن هناك ضحكة صفراء لمن هو مستهزئ أو غادر أو مخادع أو منافق، ولكن أجمل ضحكة هي التي تأتي بعفوية ومن أعماق القلب مع أشخاص نحبهم ويحبونا وقلوبهم علينا ويشاركوننا في أحزاننا قبل سعادتنا ولايخذلوننا أو يتخلون عنا لأجل أن ظروفهم قد أصبحت أفضل، أو أنهم قد وجدوا بديلاً عنا.
سلمان محمد البحيري
شاهد أيضاً
حكاية باب!
لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة لتحديد ملامحي النهائية. كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …